وصفعوه وبصقوا في وجهه ووضعوا الشوك على رأسه وكالفرس والكلدانيين وغيرهم.
[صلاتهم دعاء على الأمم .. وإفك على الله تعالى وتقدس]
وكثيرا ما منعهم ملوك الفرس من الختان وجعلوهم قلفا ، وكثيرا ما منعوهم من الصلاة لمعرفتهم بأن معظم صلاتهم دعاء على الأمم بالبوار وعلى بلادهم بالخراب إلا أرض كنعان ، فلما رأوا أن صلاتهم هكذا منعوهم من الصلاة ، فرأت اليهود أن الفرس قد جدوا في منعهم من الصلاة فاخترعوا أدعية مزجوا بها صلاتهم سموها «الخزانة» وصاغوا لها ألحانا عديدة وصاروا يجتمعون على تلحينها وتلاوتها ، والفرق بين الخزانة والصلاة أن الصلاة بغير لحن ويكون المصلي فيها وحده والخزانة بلحن يشاكره غيره فيه ، فكانت الفرس إذا أنكروا ذلك عليهم قالت اليهود نحن نغني وننوح على أنفسنا فيخلون بينهم وبين ذلك ، فجاءت دولة الإسلام فأمنوا فيها غاية الأمن ، وتمكنوا من صلاتهم في كنائسهم ، واستمرت الخزانة سنة فيهم في الأعياد والمواسم والأفراح وتعرضوا بها عن الصلاة.
والعجب أنهم مع ذهاب دولتهم تفرق شملهم وعلمهم بالغضب المدود المستمر عليهم ومسخ أسلافهم قردة لقتلهم الأنبياء وعدوانهم في السبت وخروجهم عن شريعة موسى والتوراة وتعطيلهم لا حكامها يقولون في كل يوم في صلاتهم «محبة الدهر» أحبنا يا إلهنا! يا أبانا! أنت أبونا منقذنا! ويمثلون أنفسهم بعناقيد العنب وسائر الأمم بالشوك المحيط بالكرم لحفظه ، وأنهم سيقيم الله لهم نبيا من آل داود إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم ولا يبقى على وجه الأرض إلا اليهود ، وهو بزعمهم المسيح الذي وعدوا به ، وينبهون الله بزعمهم من رقدته في صلاتهم ، وينخونه ويحمونه تعالى الله عن إفكهم وضلالهم علوا كبيرا. وضلال هذه الأمة الغضبية وكذبها وافتراؤها على الله ودينه وأنبيائه لا مزيد عليه.
وأما أكلهم الربا والسحت والرشا ، واستبدادهم دون العالم بالخبث والمكر