فما هو الا الوحي أوحد مرهف |
|
يقيم ضباه أخدعي كل مائل |
فهذا شفاء الداء من كل عاقل |
|
وهذا دواء الداء من كل جاهل |
[مسائل الكتاب]
والى الله الرغبة في التوفيق ، فانه الفاتح من الخير أبوابه والميسر له أسبابه وسميته (هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى) وقسمته قسمين :
(القسم الأول) في أجوبة المسائل.
(القسم الثاني) في تقرير نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم بجميع أنواع الدلائل ، فجاء بحمد الله ومنه وتوفيقه كتابا ممتعا معجبا ، لا يسأم قارئه ولا يمل الناظر فيه ، فهو كتاب يصلح للدنيا والآخرة ، ولزيادة الايمان ، ولذة الانسان ، يعطيك ما شئت من اعلام النبوة وبراهين الرسالة ، وبشارات الأنبياء بخاتمهم ، واستخراج اسمه الصريح من كتبهم ، وذكر نعته وصفته وسيرته من كتبهم ، والتمييز بين صحيح الاديان وفاسدها وكيفية فسادها بعد استقامتها ، وجملة من فضائح أهل الكتابين وما هم عليه ، وانهم أعظم الناس براءة من أنبيائهم ، وان نصوص انبيائهم تشهد بكفرهم وضلالهم ، وغير ذلك من نكت بديعة لا توجد في سواه ، والله المستعان وعليه التكلان ، فهو حسبنا ونعم الوكيل.
[ليست الرئاسة منع وحدها لأهل الكتاب عن قبول الاسلام]
فتقول (أما المسألة الأولى) وهي قول السائل : «قد اشتهر عندكم بان أهل الكتابين ما منعهم من الدخول في الاسلام الا الرئاسة والمأكلة لا غير» فكلام جاهل بما عند المسلمين وبما عند الكفار أما المسلمون فلم يقولوا انه لم يمنع أهل الكتاب من الدخول في الاسلام الا الرئاسة والمأكلة لا غير ، وان قال هذا بعض عوامهم فلا يلزم جماعتهم ، والممتنعون من الدخول في الاسلام من أهل الكتابين وغيرهم جزء يسير جدا بالإضافة الى الداخلين فيه منهم ، بل اكثر الامم دخلوا في الاسلام طوعا ورغبة واختيارا لا كرها ولا اضطرارا ، فان الله سبحانه وتعالى بعث محمدا صلىاللهعليهوسلم رسولا الى أهل الأرض وهم «خمسة