كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [آل عمران : ٥٥] ، وهذه بشارة بان المسلمين لا يزالون فوق النصارى إلى يوم القيامة فإن المسلمين هم اتباع المرسلين في الحقيقة واتباع جميع الأنبياء لا أعداؤه ، واعداؤه عباد الصليب الذين رضوا ان يكون إلها مصفوعا مصلوبا مقتولا ولم يرضوا ان يكون نبيا عبدا لله وجيها عنده مقربا لديه ، فهؤلاء اعداؤه حقا والمسلمون اتباعه حقا. والمقصود أن بشارة المسيح بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، فوق كل بشارة لما كان أقرب الأنبياء إليه وأولاهم به وليس بينه وبينه نبيّ.
(فصل) وتأمل قول المسيح «إن اركون العالم سيأتي» وأركون العالم هو سيد العالم وعظيمه. ومن الذي ساد العالم واطاعه العالم بعد المسيح غير النبي صلىاللهعليهوسلم؟! وتأمل قول النبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد سئل ما أول امرك قال : «أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى» وطابق بين هذا وبين هذه البشارات التي ذكرها المسيح ، فمن الذي ساد العالم باطنا وظاهرا وانقادت له القلوب والأجساد وأطيع في السر والعلانية في محياه وبعد مماته في جميع الأعصار ، وأفضل الأقاليم والأمصار ، وسارت دعوته مسير الشمس ، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار ، وخرّت لمجيئه الأمم على الأذقان ، وبطلت به عبادة الأوثان ، وقامت به دعوة الرحمن ، واضمحلت به دعوة الشيطان ، وأذل الكافرين والجاحدين ، وأعز المؤمنين وجاء بالحق وصدق المرسلين ، حتى أعلن بالتوحيد على رءوس الاشهاد ، وعبد الله وحده لا شريك له في كل حاضر وباد ، وامتلأت به الأرض تحميدا وتكبيرا لله وتهليلا ، وتسبيحا ، واكتست به بعد الظلم والظلام عدلا ونورا.
(فصل) وطابق بين قول المسيح «أن أركون العالم سيأتيكم» وقول أخيه محمد صلىاللهعليهوسلم ، «أنا سيد ولد آدم ولا فخر ، آدم فمن دونه تحت لوائي ، وأنا خطيب الأنبياء إذا وفدوا وإمامهم إذا اجتمعوا ومبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد بيدي ، وأنا اكرم ولد آدم على ربي».
[النصارى آمنوا بمسيح لا وجود له!]
[واليهود ينتظرون المسيح الدجال!!]
(فصل) وفي قول المسيح في هذه البشارة «وليس لي من الأمر شيء» إشارة