بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي رضي لنا الاسلام دينا ، ونصب لنا الدلالة على صحته برهانا ، مبينا ، وأوضح السبيل الى معرفته واعتقاده حقا يقينا ، ووعد من قام باحكامه وحفظ حدوده أجرا جسيما ، وذخر لمن وافاه به ثوابا جزيلا وفوزا عظيما ، وفرض علينا الانقياد له ولا حكامه ، والتمسك بدعائمه وأركانه ، والاعتصام بعراه وأسبابه ، فهو دينه الذي ارتضاه لنفسه ولانبيائه ورسله وملائكة قدسه ، فبه اهتدى المهتدون وإليه دعا الأنبياء والمرسلون. (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران : ٨٣] فلا يقبل من أحد دينا سواه من الأولين والآخرين (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) [آل عمران : ٨٥] شهد بأنه دينه قبل شهادة الأنام ، واشاد به ورفع ذكره وسمى به أهله وما اشتملت عليه الارحام ، فقال تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [آل عمران : ١٨] (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) [آل عمران : ١٩] وجعل أهله هم الشهداء على الناس يوم يقوم الاشهاد ، لما فضلهم به من الاصابة في القول والعمل والهدى والنية والاعتقاد ، اذ كانوا أحق بذلك وأهله في سابق التقدير ، (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ، مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ، هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا ، لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ