ويدخلوا فيه ، فاتفق رأيهم على مداخلة الأمم والترخيص لهم والاختلاط بهم ، وأكل ذبائحهم ، والانحطاط في أهوائهم ، والتخلق بأخلاقهم وإنشاء شريعة تكون بين شريعة الإنجيل وما عليه الأمم وأنشئوا في ذلك كتابا ، فهذا أحد مجامعهم الكبار. وكانوا كلما أرادوا إحداث شيء اجتمعوا مجمعا وافترقوا فيه على ما يريدون إحداثه إلى أن اجتمعوا المجمع الذي لم يجتمع لهم أكبر منه في عهد قسطنطين الرومي ابن هيلانة الحرانية الفندقية ، وفي زمنه بدل دين المسيح وهو الذي أشاد دين النصارى المبتدع وقام به وقعد ، وكان عدتهم زهاء الفي رجل ، فقرروا تقريرا ثم رفضوه ولم يرتضوه ، ثم اجتمع ثلاثمائة وثمانية عشر رجلا منهم ـ والنصارى يسمونهم الآباء ـ فقرروا هذا التقرير الذي هم عليه اليوم ، وهو أصل الأصول عند جميع طوائفهم لا يتم لأحد منهم نصرانية إلا به ، ويسمونه «سنهودس» وهي «الأمانة»!!
[أمانة المثلثة أكبر خيانة]
ولفظها : «نؤمن بالله الأب الواحد خالق ما يرى وما لا يرى ، وبالرب الواحد اليسوع المسيح ابن الله بكر أبيه وليس بمصنوع ، إله حق من إله حق ، من جوهر أبيه ، الذي بيده اتقنت العوالم وخلق كل شيء ، الذي من أجلنا معشر الناس ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس ومن مريم البتول وحبلت به مريم البتول وولدته ، وأخذ وصلب ، وقتل أيام فيلاطس الرومي ، ومات ودفن ، وقام في اليوم الثالث كما هو مكتوب ، وصعد إلى السماء ، وجلس عن يمين أبيه ، وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء. ونؤمن بالرب الواحد روح القدس روح الحق الذي يخرج من أبيه روح محبته ، وبمعمودية واحدة لغفران الخطايا ، وبجماعة واحدة قديسية سليحية جاثليقية ، وبقيام أبداننا وبالحياة الدائمة إلى أبد الآبدين» فصرحوا فيها بأن المسيح رب وأنه ابن الله ، وإنه بكره ليس له ولد غيره ، وأنه ليس بمصنوع : أي ليس بعبد مخلوق بل هو رب خالق ، وأنه إله حق استل وولد من إله حق ، وأنه مساو لأبيه في الجوهر ، وأنه بيده اتقنت العوالم ، وهذه اليد التي اتقنت العوالم بها عندهم هي التي ذاقت حر المسامير كما صرحوا به في كتبهم ، وهذه