ألفاظهم ، قالوا : «وقد قال القدوة عندنا : إن اليد التي سمرها اليهود في الخشبة هي اليد التي عجنت طين آدم وخلقته ، وهي اليد التي شبرت السماء ، وهي اليد التي كتبت التوراة لموسى»! قالوا وقد وصفوا صنيع اليهود به وهذه ألفاظهم «وإنهم لطموا الإله وضربوه على رأسه» قالوا : «وفي بشارة الأنبياء به أن الإله تحبل به امرأة عذراء وتلده ويؤخذ ويصلب ويقتل!» قالوا وأما «سنهودس» دون الأمم ، قد اجتمع عليه سبعمائة من الآباء وهم القدوة وفيه : أن مريم حبلت بالإله وولدته وأرضعته وسقته وأطعمته» قالوا : «وعندنا أن المسيح ابن آدم وهو ربه وخالقه ورازقه ، وابن ولده إبراهيم وربه وخالقه ورازقه ، وابن إسرائيل وربه وخالقه ورازقه ، وابن مريم وربها وخالقها ورازقها» قالوا : وقد قال علماؤنا ومن هو القدوة عند جميع طوائفنا : «اليسوع في البدء ولم يزل كلمة ، والكلمة لم تزل الله ، والله هو الكلمة ، فذاك الذي ولدته مريم وعاينه الناس وكان بينهم هو الله وهو ابن الله وهو كلمة الله ، هذه ألفاظهم ، قالوا : فالقديم الأزلي خالق السموات والأرض هو الذي عاينه الناس بأبصارهم ولمسوه بأيديهم ، وهو الذي حبلت به مريم وخاطب الناس من بطنها حيث قال للأعمى : أنت مؤمن بالله ، قال الأعمى : ومن هو حتى أؤمن به؟ قال : هو المخاطب لك ، ابن مريم ، فقال : آمنت بك وخرسا جدا» قالوا : «فالذي حبلت به مريم هو الله وابن الله وكلمة الله» وقالوا : «وهو الذي ولد ورضع وفطم وأخذ وصلب وصفع وكتفت يداه وسمر وبصق في وجهه ومات ودفن وذاق ألم الصلب والتسمير والقتل لأجل خلاص النصارى من خطاياهم. قالوا : وليس المسيح عند طوائفنا الثلاثة بنبي ولا عبد صالح بل هو رب الأنبياء وخالقهم وباعثهم ومرسلهم وناصرهم ومؤيدهم ورب الملائكة ، قالوا : وليس مع أمه بمعنى الخلق والتدبير واللطف والمعونة ، فإنه لا يكون لها بذلك مزية على سائر الإناث ولا الحيوانات ولكنه معها بحبلها به واحتواء بطنها عليه ، فلهذا فارقت إناث جميع الحيوانات وفارق ابنها جميع الخلق ، فصار الله وابنه الذي نزل من السماء وحبلت به مريم وولدته إلها واحدا ومسيحا واحدا وربا واحدا وخالقا واحدا لا يقع بينهما فرق ولا يبطل الاتحاد بينهما بوجه من الوجوه لا في حبل ولا في ولادة ولا في حال نوم ولا مرض ولا صلب ولا موت ولا دفن بل هو متحد به في حال الحبل ، فهو في تلك