والإكرام!!!
[من شريعتهم نكاح امرأة الأخ أو العار!!]
وأذكر لك مسألة من مسائل شرعهم المبدل أو المنسوخ تعرف بمسألة «البياما والجالوس» وهي أن عندهم في التوراة : إذا أقام أخوان في موضع واحد ومات أحدهما ولم يعقب ولدا فلا تصير امرأة الميت إلى رجل أجنبي بل حموها ينكحها ، وأول ولد يولدها ينسب إلى أخيه الدارج ، فإن أبى أن ينكحها خرجت متشكية إلى مشيخة قومه قائلة قد أبى حموي أن يستبقي اسما لأخيه في بني إسرائيل ولم يرد نكاحي فيحضره ويكلفه أن يقف ويقول ما أردت نكاحها ، فتتناول المرأة نعله فتخرجه من رجله وتمسكه بيدها وتبصق في وجهه وتنادي عليه : كذا فليصنع بالرجل الذي لا يبني بيت أخيه. ويدعى فيما بعد بالمخلوع النعل ، وينتبز بنوه بهذا اللقب ، وفي هذا كالتلجئة له إلى نكاحها ، لأنه إذا علم أنه قد فرض على المرأة وعليه ذلك فربما استحيا وخجل من شيل نعله من رجله والبصق في وجهه ونبزه باللقب المستكره الذي يبقى عليه وعلى أولاده عاره ولم يجد بدا من نكاحها فإن كان من الزهد فيها والكراهة لها بحيث يرى أن هذا كله اسهل عليه من أن يبتلي بها وهان عليه هذا كله في التخلص منها لم يكره على نكاحها ، هذا عندهم في التوراة. ونشأ لهم من ذلك فرع مرتب عليه وهو : أن يكون مريدا للمرأة محبا لها وهي في غاية الكراهة له ، فأحدثوا لهذا الفرع حكما في غاية الظلم والفضيحة فإذا جاءت إلى الحاكم أحضروه معها ولقنوها أن تقول : أن حموي لا يقيم لأخيه اسما في بني إسرائيل ، ولم يرد نكاحي ، وهو عاشق لها ـ فيلزمونها بالكذب عليه وأنها أرادته فامتنع. فإذا قالت ذلك ألزمه الحاكم أن يقوم ويقول : ما أردت نكاحها ، ونكاحها غاية سؤله وأمنيته ، فيأمرونه بالكذب عليها ـ فيخرج نعله من رجله إلا أنه لا مسك هنا ولا ضرب بل يبصق في وجهه وينادي عليه : هذا جزاء من لا يبني بيت أخيه. فلم يكفهم أن كذبوا عليه حتى أقاموه مقام الخزي وألزموه بالكذب والبصاق في وجهه والعتاب على ذنب جره غيره ، كما قيل :
وجرم جره سفهاء قوم |
|
وحل بغير جارمه العذاب |