مكانٍ من داخِل جُحْره فيُرقِّقه فان دخَلَ عليه دابَّةٌ أو حَرَّكه إنسانٌ ضَرب ذلك برأسِه فهَشَمه وخرَج منه فذَهَب وانما يستَعِدُّه لذلك وسَدُّه له برأسِه وقَوائِمه يَدْحَسه برأسه تُرابا وبرجْلَيْه ورُبَّما اتَّخَذ نافِقاوَيْنِ فان حُرِّك فى جُحْره من قِبَل القُصَعة أو غيرها ضَرب برأسه النافِقَاء فانطلَق يَعْدُو فى الأرض ويقال انتَفَق اليربُوعُ من نافِقَائِه ـ خَرج وَنَفَّقته أنا وقالوا استَخَذَ نافِقَاءَ يَعْنى اتَّخذه أى عَمِله* قال أبو على* اسْتَخَذ من شاذِّ البدَل وقد أدْرجه سيبويه فى شاذّ الادْغام واستَعْمله فيما سِوَى اليَرْبُوع فقال اسْتَخَذ فلانٌ ضَيْعةً أو أرْضا* سيبويه* هذه الجِحَرة كلُّها تُكَسَّر على فَواعِلَ لاتِّفاق فاعِلةٍ وفاعِلاءَ فى البِنَاء وأن فيهما عَلَمْى تأنِيثٍ* أبو حاتم* ويأتِيه الانسانُ فيُنَفِّقه وان وافَق نُفَقَته أخَذه ورُبَّما لم يَجِدنا فِقَاءَ فَرَسَب فى الأرض سُفْلا فلم يُقْدَر عليه وذكَرُوا أن المُنافِق أُخِذ من النافِقَاء كأنه يَخْرج الايمانُ من قلبه فيذْهَب واللُّغْز ـ شُعْبة من جُحْره يَشْعَبها ثم يَحْدُرها سُفْلا فاذا أعيَتْ عليه مَذَاهِبُه كَنَس فى الآخَر ويقال النافِقَاء نَبِيثةُ جُحْره التى أخْرَج فتراها تراباً مَنْبُوثا وقيل الراهِطَاء حِجَارة يَجْمعها وترابٌ يلْعَب حولَها ويضْرِب بذَنَبه ويُقال بين النافِقَاء والقاصِعاء جُحْر ليس فيه تُراب يَسْتَعِدُّ فيه لُغْز اليُحَافِرَ فيه وله من جُحْره إليه مَنْفَذ وانما جُحْره مُشَبَّك بعضُه فى بعضٍ والمُحَافَرة ـ أن يَحْفِر فى لُغْز من ألْغازِه ويَذْهَب سُفْلا ويَحْفِر الانسان حتى يُحْيى فلا يَقْدِر عليه ويَشْتَبِه عليه الجُحْر فلا يعْرِفُه من غيره فيدَعه ويَحْفِر ألْغازَه جُهْدَه واللُّغْز أن يَحْفِر مستَقِيما ثم يَعْدِلَ عن يَمِينه أو شِمَاله عُرُوضا يَعْتَرِضها وأنت تحسَبُها على وجهك الذى كنتَ رأيتَ جُحْره عليه وقد لَغَّز والتَّلغيزُ ـ الخِلافُ أى أن يَعْدِلَ مرة كذا ومَرَّة كذا فى حَفْره اذا حَفَر فى لُغْزه ذلك وذَهَب فارّا من طلَبه من الناس قيل دَعْه فقد حافَرَ فلا يُقْدَر عليه ولا يُدْرَى أين يُؤْخَذ* غيره* اللُّغْز واللُّغْز واللُّغَّيزَى واللُّغَيْزَى والأُلْغُوزة ـ جحر اليَرْبُوع والضبِّ والفأرة وهى الأَلْغازُ* أبو حاتم* وأما الدَّامَّاء ـ فنَبِيثَةُ جُحْره عِنْد فَمِ الجُحْر يُدَمِّمُها ـ أى يُسوِّيها حتى تَراها مستَوِية لازِفَة بالأرض ويَبْسُطها على وجْه الأرض وقد دَمَّم دامَّاءه وإذا حافَرَ فقد حَثَّى يَحْفِر ذلك الترابَ ولا يَنْبُثُهُ ولا يُدْرَى وجْهُ جُحْره فيذْهَب فى الأرض فلا يُقْدَر عليه فترى الجُحْر ممتلئاً تُرابا مستَوِيا وإذا حَثَّى لم يُقْدَر عليه أبدا ويقال ما أشدَّ اشتِباهَ حاثِيَائِه والمُرَهِّط ـ الذى يُقَصِّع بعضَ التقْصِيع ولا يُقَصّع كالذى يَنْبَغى يَدَع فى فَمِ جُحْره خَصَاصةً ـ أى خَرْقا وذلك حين يُسَمَّى الراء عِطاءَ وانه رُبَّما اتخذَ فى جُحْره نُفَقَتين