عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله (ص) بمنى وإني لأدناهم إليه في حجة الوداع حين قال : لا ألفينكم ترجعون بعدي يضرب بعضكم رقاب بعض وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه فقال أو على أو على ثلاثا فرأينا أن جبرئيل غمزه وأنزل الله تعالى على أثر ذلك " فأما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون " (١) بعلي بن أبي طالب أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون " (٢) ثم نزلت قل رب أما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين (٣) ثم نزلت فاستمسك بالذي أوحى إليك في أمر على أنك على صراط مستقيم (٤) وأن عليا لعلم للساعة وإنه لذكر لك ولقومك ولسوف تسألون (٥) عن علي بن أبي طالب (ع) (٦) هذا آخر الحديث كان اللفظ المنزل المذكور في ذلك على النبي (ص) (٧).
٢١٨ ـ ومن ذلك أيضا ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في كتاب المناقب بإسناده إلى الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم قال أقبل نبي الله (ص) من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله (ص) في يوم شديد الحر وإن منا لمن يضع رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الحر حتى انتهينا إلى رسول الله (ص) فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا بوجهه ثم ذكر تحميده لله وتوحيده وشهادته برسالته ثم قال :
__________________
(١و ٢) الزخرف : ٤١ ـ ٤٢.
(٣) المؤمنون : ٩٤.
(٤ و ٥) الزخرف : ٤٣ ـ ٤٤.
(٦) المناقب : ٢٧٥ ، والبحار : ٣٧ / ١٨٣.
(٧) بعضه قرآن وبعضه تأويل.
وقد روى السدي في كتاب تفسير القرآن قال في قوله تعالى (فأما تذهبن بسك ناما منتقمون) قال : بعلي بن أبي طالب عليه السلام.