أمية واختاروا منهم خلفاء وبايعوهم وتأسوا في ذلك بمن جعل الخلافة بالاختيار فكان ذلك أيضا سبب وصول الخلافة إلى معاوية الذي قاتل خليفة المسلمين ووصي رسول رب العالمين وقاتل وجوه بني هاشم والصحابة والتابعين وفعل ما فعل وكان ذلك أيضا سبب وصول الخلافة إلى يزيد بن معاوية الذي قتل في أول خلافته الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله ص ولد رسول الله وأحد سيدي شباب أهل الجنة وقد تقدم في رواياتهم من كتبهم الصحاح بعض ما أثبتوه من وصايا النبي ص فيه وفي أخيه وأبيه وتعظيم الله لهم ودلالته عليهم ما لا حاجة إلى تكراره.
وبلغ يزيد بن معاوية إلى منع الحسين ع وحرمه على يد عمر بن سعد من شرب الماء وقتل خواصه وجماعة من أهل بيته ثم قتله ع بعدهم ونهب رحاله وسلب عياله وحمل رأسه على رماح أهل الإسلام وسير حرم رسول الله من العراق إلى الشام على الأقتاب مكشفات الوجوه بين الأعداء وبين أهل الارتياب وأتبع يزيد ذلك بنهب مدينة الرسول وقد رووا في صحاحهم في مسند أبي هريرة وغيره أن النبي ص لعن من يحدث في المدينة حدثا وجعلها حرما وكان ذلك على يد مسلم بن عقبة نائبه الذي نفذه إليهم وسبى أهل المدينة وبايعهم على أنهم عبيد قن ليزيد بن معاوية وأباحها ثلاثة أيام حتى ذكر جماعة من أصحاب التواريخ أنه ولد منهم في تلك المدة أربعة آلاف مولود لا يعرف لهم أب وكان في المدينة وجوه بني هاشم والصحابة والتابعين وحرم خلق كثير من المسلمين.
وأتبع يزيد ذلك في وصيته لمسلم بن عقبة بإنفاذ الحصين بن نمير السكوني لقتال عبد الله بن الزبير بمكة فرمى الكعبة بخرق الحيض والحجارة وهتك حرمة حرم الله تعالى وحرم رسوله ص وتجاهر بالفساد في العباد والبلاد