__________________
من هذه النصوص يتبين لنا : أن البركة الموعود بها إبراهيم وهي على تفسير اليهود. تعني الملك والنبوة. هي لإسماعيل كما هي لإسحاق. وحيث تحققت مع بني إسحاق في شخص نبي ، بدأت البركة من ظهوره لأنه صاحب شريعة. لا بد وأن تتحقق مع بني إسماعيل في شخص نبي ، تبدأ بركة إسماعيل من ظهوره. والتاريخ يشهد : أن صاحب الشريعة في نسل إسحاق هو موسى. ويشهد أن صاحب الشريعة في نسل إسماعيل هو محمد. ولذلك جاء في القرآن الكريم أن محمدا مماثل لموسى في قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ ، كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً) [المزمل ١٥].
ثانيا : جاء في الاصحاح الثامن عشر من سفر التثنية هذا النص : «يقيم لك الرب إلهك : نبيا من وسطك. من إخوتك. مثلي. له تسمعون ... أقيم لهم : نبيا من وسط إخوتهم. مثلك. وأجعل كلامي في فمه. فيكلمهم بكل ما أوصيه به. ويكون أنّ الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي. أنا أطالبه وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلاما لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى. فيموت ذلك النبي. وإن قلت في قلبك : كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟ فما تكلم به النبي باسم الرب ، ولم يحدث ولم يصر ، فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب. بل بطغيان تكلم به النبي. فلا تخف منه» [التثنية ١٨ : ١٥ ـ ٢٢].
ومن هذا النص يتبين مجيء نبي بعد موسى عليهالسلام. وهذا النبي لا بد وأن يكون من نسل إسماعيل. لأن لإسماعيل بركة. وهذا النص يوضح أوصاف النبي الآتي بتسعة أوصاف : ١ ـ نبي ٢ ـ من بني إسماعيل لقوله من وسط إخوتهم ولقوله في سفر التكوين إن لإسماعيل بركة ٣ ـ مثل موسى في المعجزات والانتصار على الأعداء في الحروب. وقد نصت التوراة في آخر سفر التثنية بأنه لن يأتي نبي في المستقبل من بني إسرائيل مثل موسى. وحيث أن لإسماعيل بركة ، ولن يأتي مماثل لموسى من اليهود ، ونص النبوءة بقول عن النبي المنتظر : إنه مثل موسى. يكون النبي المنتظر هو محمد صلىاللهعليهوسلم. ٤ ـ أمي. لا يقرأ ولا يكتب «واجعل كلامي في فمه» ٥ ـ ينسخ شريعة موسى «له تسمعون» ٦ ـ أمين على الوحي الإلهي «فيكلمهم بكل ما أوصيه به» ٧ ـ يقضي على ملك بني إسرائيل في العالم «ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي : أنا أطالبه» وفي بعض التراجم : أنا أنتقم منه وأهلكه ٨ ـ لا يقتل : «وأما النبي الذي يطغى ... الخ» ٩ ـ يتحدث عن غيب ويقع في مستقبل الأيام «وإن قلت في قلبك ... الخ» والأوصاف كلها تنطبق على محمد صلىاللهعليهوسلم.
ثالثا : في الأصحاح التاسع والأربعين من سفر التكوين قول يعقوب لبنيه : «لا يزول قضيب من يهودا ومشترع من بين رجليه ، حتى يأتي شيلون. وله يكون خضوع شعوب» [تكوين ٤٩ : ١٠] أي لا يزول الملك من بني إسرائيل ، ولا تنسخ شريعتهم ، شريعة التوراة ، حتى يأتي نبي الأمان. ولا بد وأن يكون شيلون من غير بني إسرائيل. لأن النص يوضح زوال الملك منهم إذا ظهر شيلون. ولو كان هو منهم لاستمر الملك ولم يزل. والمراد منه: نبي الاسلام لثبوت بركة في نسل إسماعيل عليهالسلام.
رابعا : قال موسى في نهاية التوراة : «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني ـ