جعفر الباقر ، ليحضر ويتكلم معه. فقال إني كبير ، والآن ابني جعفر ينوب عني في المناظرة. فجاء جعفر الصادق ، وقال للقدري : اقرأ الفاتحة. فقرأ فلما بلغ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال له جعفر الصادق : على ما ذا تستعين بالله ، وعندك : أن الفعل (١) منك. وجميع ما يتعلق بالإقدار بالتمكين ، والألطاف قد حصلت وتمت؟ فانقطع القدري بهذا الحرف الواحد.
الحكاية الرابعة : جاء قدري ليتكلم مع أبي حنيفة. فقال أبو حنيفة : هل يمكنك التكلم بالحروف؟ فقال [نعم فقال (٢)] اذكر. فذكرها. فقال : أين مخرج الحاء والخاء؟ وكم بينهما؟ [وأي شيء تفعل حتى تخرج الحاء؟ (٣)] وأي شيء تفعل حتى تخرج الخاء؟ فقال : لا أعرف. فقال أبو حنيفة : من لا يعرف هذه الأشياء. فكيف يمكنه أن يخلقها ويوجدها؟
الحكاية الخامسة : جاء رجل إلى عمرو بن عبيد. وقال : أنت مستجاب الدعوة. وقد سرق ردائي. فادع الله أن يرد علي ردائي. فرفع يده وقال : اللهم إنك لم ترد أن يسرق ، وقد سرق. اللهم فرد عليه رداءه. فقال الرجل : امسك عن الدعاء. فإنه لم يرد أن يسرق ردائي وقد سرق ، فإذا أراد أن يرد علي ردائي ، لم يرده أيضا.
الحكاية السادسة : قيل لعمرو بن عبيد : هل ألزمك أحد سؤالا لم تقدر على جوابه؟ قال : بلى. ركبت البحر ، وكان في السفينة مجوسي. فقلت له : لم لا تسلم؟ فقال : لأن الله لم يرد إسلامي. فإذا أراد إسلامي أسلمت. فقلت للمجوسي : إن الله يريد إسلامك ، ولكن الشياطين لا يتركونك. فقال المجوسي : فأنا أكون مع الشريك الأغلب. لأن الله أراد شيئا ، ولم يحصل مراده. والشيطان أرادوه ، وحصل. فالشيطان غالب. والكون مع الغالب ، أولى من الكون مع المغلوب.
الحكاية السابعة : كان «الصاحب بن عباد» يؤاكل الأستاذ «أبا اسحاق
__________________
(١) الفطر (م).
(٢) من (ط ، ل).
(٣) من (ل).