قالوا :
أ ـ اشتهر عن أبي بكر الصديق ، أنه لما سأل عن معنى الكلالة. قال : «أقول فيها برأيي. فإن يك صوابا فمن الله ، وإن يك خطأ فمن الشيطان والله ورسوله منه بريئان» وهذا تصريح منه بأن ذلك الخطأ ليس من الله. قال أصحابنا : المراد منه : أن ذلك ليس من الله ومن رسوله ، بمعنى الحكم والقضاء به. فأما أن يكون المراد أنه ليس منه بمعنى الخلق والتكوين ، فممنوع. وتمام الكلام هاهنا ، كما في قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ. وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (١).
ب ـ وأما عمر بن الخطاب فيروي أن كاتبه كتب : «هذا ما أرى الله عمر» فقال للكاتب : امحه. فمحاه. فقال : «اكتب هذا ما رأى عمر» قال الأصحاب : قوله : «هذا ما أرى الله عمر» لا يصدق إلا فيما عرف بنص. ولهذا السبب غيره.
ج ـ قالوا : ونقل عنه أنه لما أخذ له سارق. وقال له : لم سرقت؟ قال له : بقضاء الله. قطع يده وجلده (٢) وقال : «هذا لسرقتك ، وهذا لافترائك
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ٧٨.
(٢) ضربة ثلاثين سوطا.