فجزئية المعنى الحرفي جزئية بلحاظ الطرفين لا بلحاظ الانطباق على الخارج.
هيآت الجمل :
كما انّ الحروف موضوعة للنسب على انحائها ، كذلك هيآت الجمل ، غير ان هيئة الجملة الناقصة موضوعة لنسبة ناقصة وهيئة الجملة التامّة موضوعة لنسبة تامّة يصحّ السكوت عليها ، وخالف في ذلك السيد الاستاذ ، إذ ذهب الى ان هيئة الجملة الناقصة موضوعة لما هو مدلول
__________________
كلّية مهما قيّدت ، فكيف تقولون بأن المعاني الموضوعة لها الحروف هي جزئية؟! فان الصور الذهنية وإن كانت صورا عن امور خارجية معيّنة كصورتنا الذهنية عن زيد الخارجي مثلا فهي تصلح للانطباق على غيره في الذهن ، فانه يمكن للانسان ان يتصوّر ـ في ذهنه ـ شخصا آخر له نفس خصوصيات هذه الصورة الذهنية.
وبهذا تعرف الجواب على قوله رحمهالله «لانّ المفروض عدم تعقل جامع ذاتي بين النسب ليوضع الحرف له» ، فانّه يكفي حين الوضع تصوّر جامع مشير الى افراده ويوضع له اللفظ كمفهوم عنواني مشير الى افراده وبالحمل الشائع الصناعي.
الملاحظة الثانية : إنّ لازم قوله (قده) بكون المعنى الموضوع له خاصّا جزئية المعنى الموضوع له بالجزئية الحقيقية الخارجية ، وذلك لانّ المعنى الموضوع له على قول سيدنا المصنف هو نفس النسبة الخارجية الجزئية ، فلا ينفعه ادّعاؤه الاخير بكون «جزئية المعنى الحرفي جزئية بلحاظ الطرفين لا بلحاظ الانطباق على الخارج» ، لانّه هو نفسه يقول بان المعنى الملاحظ حين الوضع هو عنوان مشير الى الخارج ووقع الوضع على نفس هذا المعنى الخارجي ، والمعنى الخارجي جزئي فكيف يقول هنا بانه غير جزئي؟!