(القسم الثاني)
ونقصد به الجملة الخبرية المستعملة في مقام الطلب (١) ، والكلام حولها يقع في مرحلتين :
الاولى : في تفسير دلالتها على الطلب ، مع انها جملة خبرية ، مدلولها التصوّري يشتمل على صدور المادّة من الفاعل ، ومدلولها التصديقي قصد الحكاية ، فما هي العناية التي تعمل لافادة الطلب بها؟
وفي تصوير هذه العناية وجوه :
الاوّل : ان يحافظ على المدلولين التصوّري والتصديقي معا ، فتكون الجملة اخبارا عن وقوع الفعل من الشخص ، غير انه يقيّد الشخص الذي تقصد الحكاية عنه بمن كان يطبّق عمله على الموازين الشرعية (٢) ، وهذا
__________________
(١) كما في قوله تعالى : (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) البقرة ـ ٢٨٠.
(٢) فكأن الامام مثلا اذا قال «يعيد صلاته» يتصوّر شخصا ملتزما تماما بتطبيق الاحكام الشرعية فيقول : هذا الشخص الملتزم يعيد صلاته ، وبايجاز : كأنّ الامام يقول : الملتزم يعيد صلاته(*).
__________________
(*) وهذا انصافا بعيد عن الفهم العرفي تماما ، بل الظاهر من الضمير المستتر في «يعيد» هو نفس الرجل المسئول عنه ، وان «يعيد صلاته» اختصار لجملة «يجب عليه ان يعيد صلاته».