المدخول الذي تعيّنه قرينة الحكمة ـ وهو المدلول التصديقي ـ كان معنى ذلك ربط المدلول التصوّري للاداة بالمدلول التصديقي لقرينة الحكمة (* ١) وهذا واضح البطلان ، لان المدلول التصوّري لكل جزء من الكلام انما يرتبط بما يناسبه (* ٢) من مدلول الاجزاء الاخرى ، اي بمدلولاتها التصوّرية ، ولا شك في ان للاداة مدلولا تصوريّا محفوظا حتّى لو خلا الكلام الذي وردت فيه من المدلول التصديقي نهائيّا ، كما في حالات الهزل ، فكيف يناط مدلولها الوضعي بالمدلول التصديقي (* ٣).
العموم بلحاظ الأجزاء والأفراد :
يلاحظ ان كلمة «كل» مثلا ترد على النكرة فتدلّ على العموم والاستيعاب لافراد هذه النكرة ، وترد على المعرفة فتدلّ على العموم والاستيعاب ايضا ، لكنه استيعاب لاجزاء مدلول تلك المعرفة لا لافرادها. ومن هنا اختلف قولنا «اقرأ كل كتاب» عن قولنا «اقرأ كلّ
__________________
ودخلت على «عالم» مثلا لتشمل خصوص المراد من العلماء دون معناها اللغوي ـ وهو جميع العلماء ـ فهذا ادخال المراد الجدّي في مرحلة الدلالة التصورية وهو واضح البطلان لكونه غير متعارف أصلا ، بل لا دليل اثباتا على كون المراد من المدخول خصوص الحصّة المرادة دون معناه اللغوي.
__________________
(* ١) كان الاولى ان يقول «... بالمدلول التصديقي لمدخولها ...»!
(* ٢) فى النسخة الاصلية قال «يساويه» والاولى ما اثبتناه.
(* ٣) كان الاولى ان يقول «فكيف يرتبط مدلولها الوضعي بمدلول مدخولها التصديقي؟!».