الثاني (١) لا يختصّ بنبإ الفاسق ، بينما الاوّل (٢) يختصّ به ، وهذا الاختصاص نشأ من ربط الحكم بشرطه ، فيكون للجملة مفهوم.
مفهوم الوصف
اذا تعلّق حكم بموضوع وانيط (٣) بوصف في الموضوع كوصف العدالة الذي انيط به وجوب الاكرام في «اكرم الفقير العادل» فهل يدلّ بالمفهوم على انتفاء طبيعي الحكم بوجوب الاكرام عن غير العادل من الفقراء بعد الفراغ عن دلالته على انتفاء شخص الحكم تطبيقا لقاعدة احترازيّة القيود ام لا؟
والجواب : انه على مسلك المحقّق العراقي رحمهالله في إثبات المفهوم يفترض ان دلالة الجملة المذكورة على الربط المخصوص المستدعي لانتفاء الحكم بانتفاء الوصف مسلّمة ، وانما يتّجه البحث الى ان المربوط بالوصف والذي ينتفي بانتفائه هل يمكن ان نثبت كونه طبيعي الحكم بالاطلاق وقرينة الحكمة أو لا؟
__________________
(١) وهو كون الآية المباركة في قوّة قولنا «تبيّنوا النبأ».
(٢) وهو ان يكون مفادها بمعنى «النبأ إن جاءكم به فاسق فتبيّنوا» او قل ـ بتعبير آخر ـ «إن كان الجائي بالنبإ فاسقا فتبيّنوا».
(٣) في اللغة : ناط الشيء ونوّطه وأناط به ، كلّها بمعنى علّقه.
__________________
هو الظاهر من الآية المباركة كما سيأتيك في بحث الاستدلال على حجية خبر الواحد بآية النبأ ، الاعتراض الاوّل.