نحو دلالة ادوات العموم :
لا شك في وجود ادوات تدلّ على العموم بالوضع ككلمة «كل» و «جميع» ونحوهما من الألفاظ الخاصّة بافادة الاستيعاب ، غير ان النقطة الجديرة بالبحث فيها وفي كل ما يثبت انه من ادوات العموم هي ان اسراء الحكم الى تمام افراد مدخول الاداة ـ أي «عالم» مثلا في قولنا «اكرم كل عالم» ـ هل يتوقف على اجراء الاطلاق وقرينة الحكمة في المدخول (١) او ان دخول اداة العموم على الكلمة يغنيها عن قرينة الحكمة وتتولّى الاداة نفسها دور تلك القرينة (٢)؟
__________________
(١) وهذا ما ذهب اليه المحقق النائيني رحمهالله ، راجع المحاضرات ج ٥ ص ١٦٤ ـ ١٦٧.
(٢) وهذا ما ذهب اليه السيد الخوئي رحمهالله ، راجع المحاضرات ج ٥ ، ص ١٥٨ وبحوث السيّد الهاشمي ج ٣ ص ٢٢٧.
لا يخفى عليك انه قد تطلق ادوات العموم ويراد بها الافراد الخارجيون كما في قولك «قتل كل من في العسكر» او «اكل جميع من في الدار» ونحو ذلك ، وبما ان الموضوع هنا منظور اليه بنحو القضية الخارجية فلا يصحّ جريان قرينة الحكمة لانها تكون ح بمثابة قولك «قتل زيد» و «اكل عمرو» إنما بحثهم فيما اذا اطلقت اداة العموم واريد منها معنى القضية الحقيقية ، كما هو الأمر في الشكل الاوّل من الاشكال الاربعة للقياس ، فقولك «زيد نائم» و «كل نائم لا يلتفت» فزيد لا يلتفت ، فقولك «وكل نائم لا يلتفت» ليس المراد منها معنى القضية الخارجية وإلّا لما كان هناك داع لكل هذا القياس وذلك لعلمنا بان كل نائم ـ بما فيهم زيد ـ لا يلتفت ، وانما المراد منها معنى القضيّة الحقيقية اي معنى «إن كان الانسان نائما لا يلتفت».
(ومن) علمائنا من يرجع القضية الكلية الحقيقية الى الخارجية لان كل الموجودات حاضرة عند علّتها فقد تنتفي الفائدة من هذه التفرقة في الشرعيّات ويقولون بعدم الحاجة الى قرينة الحكمة في القضايا الكلية.