(القضية الحقيقيّة والخارجية للاحكام)
مرّ بنا في الحلقة السابقة انّ الحكم تارة يجعل على نهج القضيّة الحقيقيّة ، وأخرى يجعل على نهج القضيّة الخارجية. والقضية الخارجيّة هي القضيّة التي يجعل فيها الحاكم حكمه على افراد موجودة فعلا في الخارج في زمان اصدار الحكم او في ايّ زمان آخر. فلو اتيح لحاكم ان يعرف بالضبط من وجد ومن هو موجود ومن سوف يوجد في المستقبل من العلماء فاشار اليهم جميعا وامر باكرامهم ، فهذه تكون قضيّة خارجية.
والقضيّة الحقيقية هي القضيّة التي يلتفت فيها الحاكم الى تقديره وذهنه بدلا عن الواقع الخارجي فيشكّل قضيّة شرطيّة شرطها هو الموضوع المقدّر الوجود وجزاؤها هو الحكم ، فيقول : اذا كان الانسان عالما فاكرمه ، واذا قال اكرم العالم قاصدا هذا المعنى فالقضيّة ـ روحا ـ شرطيّة وان كانت ـ صياغة ـ حملية (١).
__________________
(١) وعلى أيّ حال فجميع مواضيع الاحكام الشرعية او قل القانونية ـ سواء كانت الاحكام بنحو القضايا الحملية أو بنحو القضايا الشرطية ـ منظور اليها بنحو العنوان والحمل الشائع الصناعي ، مثال الاوّل «الخمر حرام شربه» ، فان الحرام شربه ليست هي تلك الصورة الذهنية الموجودة في