الجملة الخبرية والانشائية :
وتنقسم الجملة التامّة الى خبرية (١) وانشائية ، ولا شك في اختلاف احداهما (٢) عن الاخرى حتّى مع اتحاد لفظيهما كما في «بعت» الخبرية و «بعت» الانشائية فضلا عن «اعاد» و «اعد» ، وقد وجدت عدّة اتجاهات في تفسير هذا الاختلاف :
الاوّل : ما تقدّم في الحلقة الاولى عن صاحب الكفاية وغيره من
__________________
ولك ان تقول ان حرف «من» مثلا حينما يربط بين المعنيين الاسميّين فانما يجعلهما مفهوما واحدا وحصّة خاصّة ، ولذلك ستكون النسبة التي يعبّر عنها هكذا حرف نسبة اندماجية ايضا كما هو الحال في هيئة الجملة الناقصة.
(١) لا يتوهّم ان كلام العلماء هنا انما هو عن الجمل الخبرية الواردة في مقام الانشاء فقط ودلالة الجمل الخبرية على الطلب او النهي ، فانّ هذا البحث يبحثونه في بحثي الاوامر والنواهي ، وامّا البحث هنا فهو في الفرق بين مدلولي هيأتي الجملتين الخبرية والانشائية في حالتي اتحادهما لفظا وتغايرهما ، وهل ان الفرق بينهما هو في مرحلة الوضع والدلالة التصوّريّة ام في مرحلة الدلالة التصديقية ، وخاصّة ما هو المعنى الموضوعة لها الجمل الانشائية ، وهل أنها موضوعة لايجاد المعنى في الخارج؟ فاذا كان كذلك فكيف لا يتحقق البيع ـ مثلا ـ بمجرّد استعمال «بعت» ومن دون قصد للبيع؟ ام انها موضوعة لابراز امر نفساني ـ غير قصد الحكاية ـ كالملكية والزوجية ونحوهما ـ بناء على مسلك التعهد ـ؟ ..
(٢) لا يقال «إحداهما» بدليل قوله تعالى : (وءاتيتم إحدهنّ قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا).