وعلى هذا فاسم الجنس لا يدلّ بنفسه على الاطلاق ، كما لا يدلّ على التقييد ، ويحتاج افادة كل منهما الى دالّ ، والدّال على التقييد خاص عادة ، وامّا الدّال على الاطلاق فهو قرينة عامّة تسمّى بقرينة الحكمة على ما يأتي ان شاء الله تعالى.
التقابل بين الاطلاق والتقييد :
عرفنا ان الماهية عند ملاحظتها من قبل الحاكم او غيره تارة تكون مطلقة وأخرى مقيّدة ، وهذان الوصفان متقابلان ، غير ان الاعلام اختلفوا في تشخيص هوية هذا التقابل ، فهناك القول بانه من تقابل التضاد وهو مختار السيد الاستاذ ، وقول آخر بانه من تقابل الملكة والعدم (١) ، وقول ثالث بانه من تقابل التناقض ، وذلك لان الاطلاق إن كان هو مجرّد عدم لحاظ وصف العلم وجودا وعدما (٢) تمّ القول الثالث ، وان كان عدم لحاظه حيث يمكن لحاظه (٣) تمّ القول الثاني ، وان كان الاطلاق لحاظ رفض القيد تمّ القول الاوّل (٤).
__________________
(١) هذه مقالة المحقق النائيني وتبعه فيها بعض المحققين كالسيد البجنوردي والشيخ المظفر ، كما ان القول الاوّل نسب الى المشهور ، راجع الاجود ج ١ ص ٥٢٠.
(٢) اي إذا فهمنا من الاطلاق عدم لحاظ القيد ـ سواء كان القيد المحتمل هو العلم او عدم العلم ـ والتقييد هو لحاظ القيد فهو التناقض الذي يقول به السيد المصنف رحمهالله.
(٣) والتقييد هو لحاظ القيد حيث يمكن لحاظه ، كالبصر بالنسبة الى الانسان ـ لا بالنسبة الى الحائط ـ.
(٤) لا بأس في هذا المجال بمطالعة ما ذكره السيد الخوئي