الثالث : ان الجملتين مختلفتان في المدلول التصوّري حتّى في حالة اتحاد لفظهما ودلالتهما على نسبة واحدة ، فان الجملة الخبريّة موضوعة لنسبة تامّة منظورا اليها بما هي حقيقة واقعة وشيء مفروغ عنه ، والجملة الانشائية موضوعة لنسبة تامّة منظورا اليها بما هي نسبة يراد تحقيقها كما تقدّم في الحلقة الاولى (١).
__________________
مطبعيا.
وعلى ايّ حال فمراده (قده) ان يقول : ... فترتب الاثر اذا ناتج عن استعمال «بعت» في معناها الوضعي الكاشف عن إرادة البائع الجديّة في قصد البيع ، وليس هذا الاثر مترتبا ومحقّقا بمجرّد هذا الاستعمال حتى وان لم يكشف بظهور حاله عن ارادته الجدية ، كما لو كان هازلا او في مقام اعطاء امثلة أو سرد حكاية ونحو ذلك. فقول صاحب هذا الاتجاه الثاني بان جملة «بعت» الانشائية تدل على ايجاد البيع باللفظ او قل توجد التمليك بالكلام غير دقيق.
إذن ـ نعيد السؤال ـ لأيّ معنى وضعت الجملة الانشائية سواء كانت من قبيل «بعت» او من قبيل «اعد»؟
(١) في بحث «الجملة الخبرية والجملة الانشائية» ، وانما قال انهما موضوعتان للنسبة ... لانّ الهيئة من الحروف ـ بالمعنى الاصولي ـ فلا بدّ ان تدلّ على معنى حرفي ، والنسبة معنى حرفي وعلى هذا يكون الفرق بين هيأتي الجملتين الخبرية والانشائية في المعنى الموضوع له اي في مرحلة الوضع وليس فقط في مرحلة الدلالة التصديقية فاذا كانت كيفية النظر الى هذه النسبة غير واضحة فسيكون قولنا مثلا «بعت» و «انكحت» ونحوهما سيكون من باب المشترك اللفظي الذي لا يفهم معناها إلا مع القرينة ، من قبيل «عين» و «قرء» (وهو) كلام صحيح ، ولذلك ترانا لا نفهم معنى «بعت الكتاب بدينار» ان سمعنا هذا اللفظ من