ثمّ اذا تجاوزنا وعاء المعقولات الاولية للذهن الى وعاء المعقولات الثانية التي ينتزعها الذهن من لحاظاته وتعقلاته الاوّلية وجدنا ان الذهن ينتزع جامعا بين اللحاظات الثلاثة للماهية المتقدمة ، وهو عنوان «لحاظ الماهية» من دون ان يقيّد هذا اللحاظ بلحاظ الوصف ولا بلحاظ عدمه ولا بعدم اللحاظين ، وهذا جامع بين لحاظات الماهية الثلاثة في الذهن ، ويسمّى ب «لحاظ الماهية اللابشرط المقسمي» (*) تمييزا له عن «لحاظ الماهية اللابشرط القسمي» ، لان ذاك (١) احد الاقسام الثلاثة للماهية في الذهن ، وهذا (٢) هو الجامع بين تلك الاقسام الثلاثة.
اذا توضّحت هذه المقدمة (٣) فنقول : لا شك في ان اسم الجنس ليس موضوعا للماهية اللابشرط المقسمي ، لان هذا جامع ـ كما عرفت ـ بين الحصص واللحاظات الذهنية لا بين الحصص الخارجية (٤) ، كما انه
__________________
(١) اي لحاظ الماهية اللابشرط القسمي.
(٢) اي لحاظ الماهية اللابشرط المقسمي.
(٣) ونظير هذه المقدمة ذكر السيد الخوئي في محاضراته ج ٥ ص ٣٤٤ ـ ٣٤٧.
(٤) بمعنى ان اسم الجنس كالفاظ انسان ، كتاب ، ... الخ موضوع لما ينطبق على الانسان الخارجي والكتاب الخارجي ، لا الانسان الذهني والكتاب الذهني اللذين لا ينطبقان على الخارج ، وهذا الجامع (اي الماهية اللابشرط المقسمي) ذهني لا وجود له في الخارج حتّى بافراده ، فان افراده ايضا ذهنية ، فكيف يمكن ان يكون اسم الجنس موضوعا لهذا الجامع الذهني المحض؟! هذا أوّلا ، وثانيا إن اسم
__________________
(*) في النسخة الاصلية «ويسمّى بالماهية اللابشرط المقسمي» ، وما اثبتناه اولى.