هو الظهور الحالي السياقي (١) ، وهذا الظهور دلالته تصديقية ، ومن هنا كانت قرينة الحكمة الدّالة على الاطلاق ناظرة الى المدلول التصديقي للكلام ابتداء ، ولا تدخل في تكوين المدلول التصوري خلافا لما اذا قيل بانّ الدلالة على الاطلاق وضعيّة لاخذه قيدا في المعنى الموضوع له ، فانها تدخل حينئذ في تكوين المدلول التصوّري.
التنبيه الثاني (٢) : ان الاطلاق تارة يكون شموليا يستدعي تعدد الحكم بتعدد ما لطرفه من افراد ، وأخرى بدليا يستدعي وحدة الحكم.
فاذا قيل : «اكرم العالم» كان وجوب الاكرام متعددا بتعدّد افراد العالم (٣) ، ولكنه لا يتعدّد في كل عالم بتعدد افراد الاكرام (٤).
وقد يقال : إن قرينة الحكمة تنتج تارة الاطلاق الشمولي وأخرى
__________________
(١) هذا امر اتضح مرّات في الابحاث السابقة ابتداء من آخر مسألة «هيئات الجمل» فما بعد ، فانّ كبرى قرينة الحكمة هي من الاصل ظهور حالي كما مرّ ، لانها هي «ظهور حال كون المتكلّم في انه لا يريد جدّا القيد الذي لا يفيد معناه». راجع ان شئت تقريرات السيد الهاشمي ج ٣ ص ٤١١. (ثم) إنّ كل ظهور حالي هو سياقي ، فكلمة سياقي بيانية لا احترازية وهي تستعمل عادة في مقابل اللفظية فيقال مثلا إنّ دلالات الاقتضاء والتنبيه والاشارة هي دلالات عقلية ويقال ايضا سياقية ، وأمّا دلالة الجملة الشرطية على المفهوم فهي دلالة لفظية.
(٢) ذكره السيد الشهيد رحمهالله في بحوثه ج ٣ ص ٤٢٨.
(٣) هذا الاطلاق الجاري في لفظة «العالم» هو مثال الاطلاق الشمولي السالف الذكر.
(٤) والاطلاق الجاري في مادّة الاكرام هو مثال الاطلاق البدلي السالف الذكر.