لم نعصم عنه» ، انتهى كلامه.
والمستفاد من كلامه ، عدم حجّيّة إدراكات العقل في غير المحسوسات وما تكون مباديه قريبة من الاحساس إذا لم يتوافق عليه العقول.
______________________________________________________
لم نعصم عنه (١) ، انتهى كلامه).
أقول : التمسك بكلامهم عليهمالسلام ليس معناه : عدم فهم سائر الاشياء ، فهل يمكن فهم دليل التمانع ، وساير الآيات القرآنية المرتبطة بدقائق المبدا والمعاد ، أو فهم مواضع من كلام الرسول ، وعلي ، والائمة الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين بدون دراسات طويلة؟.
ام هل يمكن فهم قول علي عليهالسلام : «من وصف الله فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله» (٢).
أو قوله عليهالسلام : «لا يؤيّن بأين ولا يكيّف بكيف ، ومن قال : فيم ، فقد ضمّنه» (٣) الى غيرها.
ومن الواضح وجود الاحتياج في المباحثات مع غير المسلمين او المسلمين المنحرفين الى كل تلك العلوم.
(و) على اي حال ف (المستفاد من كلامه ، عدم حجية ادراكات العقل في غير المحسوسات و) في غير (ما تكون مباديه قريبة من الاحساس) كما مثلنا له سابقا (اذا لم تتوافق عليه العقول) بأن كان محل الاختلاف ، اما اذا توافقت العقول عليه ، فذلك حجة وان لم يكن من المحسوسات ، ولا من الامور القريبة من الاحساس.
__________________
(١) ـ الفوائد المدنيّة : ص ١٢٩ ـ ١٣١.
(٢) ـ بحار الانوار : ج ٤ ص ٢٤٧ ب ٤ ح ٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١ ص ٧٥.
(٣) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٤٠ ح ٥ وح ٦ ، التوحيد للصدوق : ص ١٢٥ ب ٩ ح ٣ (بالمعنى).