ووجه الاستشكال في تقديم النقليّ على العقل الفطريّ السليم ما ورد من النقل المتواتر على حجيّة العقل ، وأنّه حجّة باطنة ، وأنّه ممّا يعبد به الرّحمن ويكتسب به الجنان ، ونحوها ، ممّا يستفاد منه كون العقل السليم أيضا حجّة من الحجج.
فالحكم المستكشف به حكم بلّغه الرسول الباطنيّ الذي هو شرع من داخل ،
______________________________________________________
(و) ان قلت : فعلى هذا يلزم ان لا نشك في تقديم النقلي على العقلي الفطري ايضا ، فلما ذا استشكل بعض الاخباريين في تقديم هذا على ذاك ، او تقديم ذاك على هذا؟.
قلت : (وجه الاستشكال في تقديم النقلي على العقل الفطري السليم : ما ورد من النقل المتواتر على حجية العقل) الذي أودعه الله في الانسان (وانه حجة باطنة) كما الانبياء حجّة ظاهرة (وانه مما يعبد به الرحمن ، ويكتسب به الجنان (١) ، ونحوها) من الاخبار المادحة للعقل.
مثل ما ورد : «إنّ أوّل خلق خلقه الله» ، وانه سبحانه قال له : «أقبل فأقبل ، وأدبر فأدبر ، فقال له : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك ، بك أثيب وبك أعاقب» (٢) (ممّا يستفاد منه كون العقل السليم) الفطري غير المشوب بنوازع الهوى (أيضا) كالأولياء عليهمالسلام (حجة من الحجج ، فالحكم المستكشف به) اي بالعقل الفطري (حكم بلّغه الرسول الباطني الذي هو) نبي و (شرع من داخل)
__________________
(١) ـ الكافي (أصول) : ج ١ ص ١٦ ح ١٢.
(٢) ـ من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٣٦٩ ب ٢ ح ٥٧٦٢.