ومن المعلوم أنّ ترك قتل المؤمن ـ بوصف أنّه مؤمن في المثال الذي ذكره ـ كفعله ليس من الامور التي تتصف بحسن او قبح ، للجهل بكونه قتل مؤمن ،
______________________________________________________
لا يقال : ان الفصول سلّم انضمام الواقع الى قبح التجري حتى يحسن التجري ، ولذا مثل بترك قتل المؤمن الذي هو حسن ، منضما الى التجري بعدم اصالة المولى ، حيث زعم المتجري أنه كافر واجب القتل.
لانه يقال : مثاله غير تام ، اذ ترك قتل المؤمن امر عدمي ، والامور العدمية لا تتصف بالحسن والقبح ، وإلّا لكان تارك المحرمات ولو بدون الالتفات فاعلا للحسن ، فمن لم يقتل ، ولم يزن ، ولم يشرب الخمر ، ولم يسرق ـ كما هو الغالب في المؤمنين ـ يفعل عشرات الحسنات في كل يوم.
(و) ذلك واضح البطلان ، فان (من المعلوم) لدى المتشرعة على ما استفادوه من الشرع : (ان) الواجب الواقعي ، مثل : (ترك قتل المؤمن) واتصافه بالواجب ـ من باب : ان كل ترك حرام ، واجب ، وكل ترك واجب ، حرام ـ (بوصف أنه) ترك قتل (مؤمن) بدون انضمام العلم اليه (في المثال الذي ذكره) الفصول (كفعله) اي كفعل قتل المؤمن (ليس من الامور التي يتصف بحسن أو قبح) وانّما لا يتصف (للجهل بكونه) اي بكون القتل ، وعدم القتل (قتل مؤمن).
فان اتصاف الشيء بالحسن أو القبح ، متوقف على العلم به ، فاذا علم أنه مؤمن ولم يقتله ـ وكان في صدد قتله ـ قيل له : احسنت ، اما اذا لم يعلم انه مؤمن ، بل زعم انه كافر ولم يقتله عصيانا ، لا يقال له : احسنت.
وكذا اذا علم بأنه مؤمن ، لكن لم يكن في صدده ، فانه لا يقال له : احسنت لتركه قتل المؤمن ، والّا بأن كان مجرد عدم قتل المؤمن حسنا ، لزم ان يكون الانسان آتيا