ويختلف عدده باختلاف خصوصيّات المقامات ، وليس كلّ تواتر ثبت لشخص ممّا يستلزم في نفس الأمر عادة تحقّق المخبر به ، فاذا أخبر بالتواتر فقد أخبر باخبار جماعة أفاد له العلم بالواقع ، وقبول هذا الخبر لا يجدي شيئا ،
______________________________________________________
فيكون التواتر عبارة عن الخبر الذي أخبر به جماعة ، فأوجب اخبارهم العلم له ، ومن الواضح : انّ الأشخاص يتفاوتون في حصول العلم بسبب الخبر ، فلربما يحصل العلم بسبب الخبر من خمسة أشخاص ، ولربما لم يحصل حتى من العشرين ، ولربما لا يكون التواتر عند المتكلم هو التواتر عند السامع ، وكذا العكس.
كما (ويختلف عدده باختلاف خصوصيات المقامات) زمانا ومكانا وخبرا ومعارضا ، وغير ذلك.
كما (و) انه (ليس كل تواتر ثبت لشخص ، ممّا يستلزم في نفس الأمر عادة ، تحقق المخبر به) ، ومعنى تحقق المخبر به : تحقق صدور الحكم عن الامام عليهالسلام ، فانه لا يستلزم نقل التواتر على حكم صدور ذلك الحكم عنه عليهالسلام ، اذ ربما كان الخبر متواترا عند الشيخ ، وليس متواترا عند ابن ادريس ، وهذا الاختلاف مما يدل على عدم التلازم بينهما.
وهكذا بالنسبة الى سائر الناقلين والمنقول اليهم ، (فاذا أخبر بالتواتر ، فقد أخبر باخبار جماعة أفاد له العلم بالواقع ، و) من المعلوم ان (قبول هذا الخبر ، لا يجدي شيئا) للمنقول اليه ، فانه اذا صدّق : بان شيخ الطائفة اخبره جماعة ، فأفاد له العلم ، فان ذلك لا يوجب للمنقول اليه ثبوت قول الامام ولا ثبوت دليل معتبر ، وانّما يثبت لدى المنقول اليه : انّ الشيخ حصل له العلم ، وعلم الشيخ لا يستلزم