ام لم يعرف الخلاف والوفاق من غيرهم.
ثمّ إنّ المقصود هنا ليس التعرّض لحكم الشهرة من حيث الحجّيّة في الجملة ، بل المقصود إبطال توهّم كونها من الظنون الخاصّة ، وإلّا فالقول بحجّيتها من حيث إفادة المظنّة بناء على دليل الانسداد غير بعيد.
______________________________________________________
(ام لم يعرف الخلاف والوفاق من غيرهم) بان كان هناك الف عالم ، وعلمنا :
بأنّ تسعمائة منهم أفتوا بشيء ، ولم نعلم انّ المائة الآخرين ، أفتوا بالوفاق أم بالخلاف ، فانّ هذا أيضا يسمّى : بالشهرة الفتوائية.
كما انّ الرواية كذلك ، فاذا كانت هناك روايتان : احدى الروايتين مشهورة ، لوجودها في كثير من كتب الرواية ، والرواية الثانية لم توجد الّا في بعض الكتب ، كانت الرواية الاولى مشهورة بالشهرة الروائية.
وقد لا يكون في قبال الرواية المشهورة رواية اخرى وانّما نقول هذه الرواية مشهورة ، باعتبار انها موجودة في كتب كثيرة ، لا باعتبار ان في مقابلها رواية غير مشهورة.
(ثمّ انّ المقصود هنا : ليس التعرّض لحكم الشهرة من حيث الحجّيّة في الجملة) أي : من جهة كون الشهرة قد تكون جزءا من الدليل ، أو تكون الشهرة حجّة من باب انسداد باب العلم (بل المقصود ابطال توهّم كونها) أي : الشهرة (من الظنون الخاصّة) وانّها حجّة مطلقا كحجّية الخبر ، فان هذا هو الذي ذكره بعض ونحن نردّ عليه.
(والّا) بان لم يكن المقصود ابطال ذلك التوهّم (فالقول بحجّيّتها) أي بحجّية الشهرة ، من باب انها جزء السّبب ، أو (من حيث إفادة المظنّة ـ بناء على دليل الانسداد ـ غير بعيد) فانّا نقول : بأنّ الشهرة قد تكون جزء السّبب في افادة