كما في قول القائل : إن رزقت ولدا فاختنه ، وإن ركب زيد فخذ ركابه ، وإن قدم من السفر فاستقبله ، وإن تزوجت فلا تضيّع حقّ زوجتك ، واذا قرأت الدّرس فاحفظه.
قال سبحانه : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) ، و : (إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) ،
______________________________________________________
تحقق الموضوع للتبيّن ، أما اذا لم يكن خبر ، فلا موضوع حتى يتبين أو لا يتبيّن.
وعليه : فيكون الشرط في الآية المباركة (كما في قول القائل : إن رزقت ولدا فاختنه) فانّ موضوع وجوب الاختتان يتحقّق بالولد ، فاذا لم يكن ولد ، لم يكن موضوع للاختتان ، فليس مفهوم : إن رزقت ولدا فاختنه ، ان لم ترزق ولدا فلا تختنه.
(و) كذلك مثل (إن ركب زيد فخذ ركابه) فان وجوب أخذ الركاب ، يتحقّق عند ركوب زيد ، وليس له مفهوم ، بأنّه : ان لم يركب فلا تأخذ ركابه ، لوضوح انّه إن لم يركب فلا ركاب له ، حتى يؤخذ أو لا يؤخذ ، والمراد بالرّكاب : الرّكاب الذي يوضع فيه الرجل ، لا مجرد الحديد.
وهكذا قوله : (وان قدم) زيد (من السفر فاستقبله ، وإن تزوجت فلا تضيّع حق زوجتك ، وإذا قرأت الدّرس فاحفظه) فانّه اذا لم يقدم من السفر ، لا استقبال له ، واذا لم يتزوج ، فلا زوجة له ، حتى يضيّع حقها أو لا يضيعه ، واذا لم يقرأ الدرس ، فلا موضوع للحفظ وعدم الحفظ.
ومن هذا القبيل يكون ما (قال سبحانه : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) (١) و (إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ ، فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) (٢)) فاذا لم يقرأ القرآن ، لم يكن موضوع للاستماع والإنصات ، وإذا لم تكن تحية ، فلا موضوع
__________________
(١) ـ سورة الاعراف : الآية ٢٠٤
(٢) ـ سورة النساء : الآية ٨٦.