يكن معه خبر أصلا ، فافهم واغتنم واستقم.
هذا ، ولكن لا يخفى أنّ حمل التبيّن على تحصيل مطلق الظنّ أو الاطمينان يوجب خروج مورد المنطوق وهو الاخبار بالارتداد.
______________________________________________________
يكن معه خبر أصلا) فانّ الآية عند مثل هذا الشخص ، دليل على كون مطلق الظنّ من الظّنون التي يعتمدها العقلاء ، فاذا أوجب شيء هذا الظنّ ، كان حجّة بين المولى والعبد (فافهم واغتنم واستقم).
والحاصل : انّ الاحتمالات في الآية المباركة هي أحد أمور :
أولا : أن يكون المناط هو العلم القوي.
ثانيا : ان يكون المناط : الاطمئنان وهو أنزل درجات العلم.
ثالثا : ان يكون المناط هو : الظنّ العقلائي.
ومهما كان المحتمل ، فانه لا يهم الخبر ، بل المهم الحالة النفسية الحاصلة.
نعم ، في الظنّ ، قد يراد به : الشخصي ، وقد يراد به : النوعي وإن لم يحصل ظنّ للشخص ، بل وان كان الظنّ على خلافه.
(هذا ، ولكن لا يخفى : انّ حمل التبيّن على تحصيل مطلق الظنّ) ولو كان ظنا عقلائيا (أو الاطمئنان) بالاضافة الى انّه خلاف ظاهر اللّفظ لما تقدّم : من انّ التبيّن بمعنى : الظهور ، والظهور إنّما يكون مع العلم (يوجب خروج مورد المنطوق ، وهو : الاخبار بالارتداد) عن الآية المباركة ، وخروج المورد مستهجن.
فانّه من الواضح : انّ في الاخبار بالارتداد ، لا يكفي مطلق الظنّ ، ولا الاطمئنان ، بل لا بدّ فيه من العلم ، أو البيّنة العادلة.
وعليه : فاللازم أن يحمل التبيّن على العلم ، فان ذلك ـ أيضا ـ ممّا يناسب التعليل الموجود في الآية.