فعل الواجب ممّا لا يرضى الامر بانتفائه ، سواء كان من الأفعال المتعلّقة للتكليف أم لا ، كما في قولك : «تب لعلّك تفلح ، وأسلم لعلّك تدخل الجنّة ، وقوله تعالى : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى).
______________________________________________________
فعل الواجب) هو (ممّا لا يرضى الامر بانتفائه).
اذ لو كان غاية الواجب غير واجب لم يكن وجه لوجوب الواجب ، فاذا كان الحضور ـ مثلا ـ في الحرم الحسيني غير واجب ، لا يصح للآمر أن يقول : يجب عليك السفر الى كربلاء لحضور الحرم الشريف ، ثم يعقبه بقوله : حضور الحرم ليس بواجب ، فانه يشك عند العرف حينئذ : بأنه لما ذا يجب السفر والحال انّ الحضور في الحرم ليس بواجب؟.
وهذا التلازم محقق (سواء كان) ما يترتب على فعل الواجب (من الأفعال المتعلّقة للتكليف) بأن تكون الغاية أيضا فعلا للمكلف (ام لا) بأن لا تكون الغاية تحت قدرة المكلّف.
فالأوّل : (كما في قولك : تب لعلّك تفلح) فان الفلاح بيد الانسان ، والانسان مكلف به.
(و) الثاني : كما في قولك : (أسلم لعلّك تدخل الجنة) فان دخول الجنة ليس بيد الانسان (و) كما في (قوله تعالى : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) (١)) ، فانّ تذكر فرعون لم يكن بيد موسى وهارون عليهماالسلام ، والمراد : انه يخشى من النار ، أو يتذكّر الله وانّه المنعم الحقيقي ، فيرعوي عن ادعائه الالوهية ، فان الانسان أحيانا يفعل الشيء وجدانا وإنصافا وأحيانا يفعله خوفا
__________________
(١) ـ سورة طه : الآية ٤٤.