فيمكن أن يكون التفقّه غاية لايجاب النفر على طائفة من كلّ قوم ، لا لايجاب أصل النفر.
وثالثا : انّه قد فسّر الآية بأنّ المراد نهي المؤمنين عن نفر جميعهم إلى الجهاد ، كما يظهر من قوله : (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) ، وأمر بعضهم بأن يتخلّفوا عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يخلوه وحده ، فيتعلّموا مسائل حلالهم
______________________________________________________
وعليه : (فيمكن أن يكون التفقه ، غاية لايجاب النفر على طائفة من كلّ قوم ، لا) أن يكون التفقه غاية (لايجاب أصل النفر).
إذن : فهذه العدة النافرة بما إنهم عدة ، وجب عليهم النفر لأجل الجهاد ، حيث انّ الجهاد يحصل بقدر كفاية المجاهدين ، وبما إنهم طائفة من كل فرقة ، وجب عليهم النفر لأجل التفقه ، فهما غايتان لهذه الآية المباركة ، والظهور يعطي ذلك ، وإلّا لم يكن وجه لتخصيص فرقة من كل طائفة.
(وثالثا : انّه قد فسّر) بعض (الآية بأنّ المراد) من قوله سبحانه : (فَلَوْ لا نَفَرَ) (نهي المؤمنين عن نفر جميعهم الى الجهاد ، كما يظهر من قوله) سبحانه :
((وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً)) (١) الى الجهاد (و) انّما (أمر بعضهم بأن) ينفروا الى الجهاد ، وبعضهم بأن (يتخلفوا عند النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا يخلوه وحده) وذلك لأنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذا بقي وحده في المدينة المنورة ، كان موضوع طمع الطامعين من الكفار والمنافقين ومن أشبه ، ويؤيده قصة استخلافه صلىاللهعليهوآلهوسلم عليّا عليهالسلام على المدينة حين أراد الذهاب الى بعض غزواته.
(فيتعلّموا) أي : هؤلاء الباقون عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (مسائل حلالهم
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٢.