وثانيا : لو سلّم أنّ المراد النّفر إلى الجهاد ، لكن لا يتعيّن أن يكون النفر من كلّ قوم طائفة لأجل مجرّد الجهاد ، بل لو كان لمحض الجهاد لم يتعيّن ان ينفر من كلّ قوم طائفة ،
______________________________________________________
الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (٢).
(وثانيا : لو سلّم انّ المراد : النفر الى الجهاد ، لكن) لا نمنع أن يكون هناك غاية أخرى للنفر ، فتكون غايته أمران : ـ
الأوّل : الجهاد في سبيل الله.
الثاني : التفقّه في الدين.
فانّه (لا يتعيّن أن يكون النفر من كل قوم طائفة ، لأجل مجرّد الجهاد ، بل) انّه (لو كان) المراد بالنفر (لمحض الجهاد ، لم يتعيّن ان ينفر من كل قوم طائفة) بل يكفي القدر اللازم ، سواء كان من قوم ، أو من قومين ، أو من جميع الاقوام ، فهو مثل أن يقال : ليذهب من كل بلد فرد الى الحج ، حتى لا يخلو الموقف من الحاج ، فان ذهاب مليون إنسان من مليون بلدة له غايتان : ـ
الاولى : ملء الموقف بمليون إنسان ، وهذا يحصل ولو كان المليون من بلد واحد.
الثاني : أن يكون من كل بلد إنسان واحد لأجل إخبار أهل البلد بعد رجوعهم من الحجّ : بعظمة المواقف والمشاعر هناك.
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٢.
(٢) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٣.