وذكر الآية في آيات الجهاد لا يدلّ على ذلك.
______________________________________________________
الأوّل : ان يذهبوا الى الجهاد ويروا آيات الله هناك ثم إذا رجعوا الى المدينة أنذروا قومهم بما رأوا.
الثاني : إن الباقين عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا رجع اليهم النافرون الى الجهاد ، بيّنوا لهم ما استفادوه من الأحكام من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فترة غياب المجاهدين.
الثالث : ان ينفر النّاس من البلاد الاخرى الى المدينة المنورة ، ليتفقهوا على يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فاذا رجعوا الى بلادهم بيّنوا الأحكام التي استفادوها من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لأقوامهم.
(و) عليه : فانّ (ذكر الآية في) ضمن (آيات الجهاد ، لا يدلّ على ذلك) بأن تكون هذه الآية أيضا من آيات الجهاد ، فانّ من عادة القرآن الحكيم ، ذكر الأحكام المتفرقة في آيات متتالية ، فان الآيات هكذا :
(ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ ، أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ ، فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ ، وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً ، إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) (١).
(وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ، وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ ، لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٢).
(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ، فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٠.
(٢) ـ سورة التوبة : الآية ١٢١.