ومنها : ما ذكره في ديباجة المعالم ، من رواية عليّ بن حمرة ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : تفقّهوا في الدّين ، فإنّ من لم يتفقه منكم في الدّين فهو أعرابيّ ، فإنّ الله عزوجل يقول : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا).
ومنها : ما رواه في الكافي ، في باب ما يجب على الناس عند مضيّ
______________________________________________________
واجبين ، لم يكن وجه لجعلهما غاية للحجّ الواجب ، لما عرفت سابقا : من انّ غاية الواجب واجبة خصوصا إذا كانت الغاية فعلا للمكلف.
(ومنها : ما ذكره في ديباجة المعالم ، من رواية علي بن حمزة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : تفقهوا في الدّين ، فإنّ من لم يتفقّه منكم في الدّين فهو أعرابيّ) كناية عن الجهل ، وإشارة الى قوله سبحانه : (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً ، وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ) (١).
والمراد بالأعرابي ـ وجمعه أعراب ـ : هم سكان البواديّ ، كما ان الظاهر : كونه أعم ممّن يتكلم بالعربية.
ثم استشهد عليهالسلام بالآية قائلا (فانّ الله عزوجل يقول : (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) (٢) ومن الواضح : انّ المراد بالتفقه : أعمّ من تفقه المجتهد أو المقلد ، ولو بالملاك أو القرينة القطعيّة ، الداخلية أو الخارجية.
(ومنها : ما رواه في الكافي ، في باب ما يجب على النّاس عند مضيّ) أي : وفاة
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ٩٧.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٣١ ح ٦ ، معالم الدين : ص ٣٢.