يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ ...) الآية.
ومنها : صحيحة محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفيها : «قلت : ا فيسع الناس إذا مات العالم أن لا يعرفوا الذي بعده؟ فقال : عليهالسلام أمّا أهل هذه البلدة فلا ـ يعني أهل المدينة ـ وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ،
______________________________________________________
يقول : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ ...) (١)) (٢) الى آخر (الآية).
ومن المعلوم : انّ التفقه في الدين يشمل الاصول والفروع ، وشموله للاصول بطريق أولى ، وما نحن فيه من النفر إنما هو لأجل تحصيل أصل من اصول الدّين وهو : اصل الامامة ومعرفة الامام الذي يكون خلفا للامام السابق.
(ومنها : صحيحة محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفيها : قلت : أفيسع النّاس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده؟) أي هل انّهم معذورون في معرفة الامام اللاحق الذي يخلف الامام السابق.؟
(فقال عليهالسلام : أمّا أهل هذه البلدة فلا).
ثم انّ محمّد بن مسلم فسّر المراد بهذه البلدة بقوله : (يعني : أهل المدينة) وذلك لأنّ أهل المدينة يمكنهم الاستعلام عن وصي الامام وخلفه فورا.
(وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم) أي أنهم معذرون الى أن يصلوا الى المدينة بأنفسهم ، أو يصل خبرهم بعد الاستعلام والرجوع الى الباقين منهم في بلدهم.
__________________
(١) ـ سورة التوبة : الآية ١٢٢.
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٣٧٨ ح ٢ وهذا الحديث ذكره أحمد بن حنبل في مسنده : ج ٣ ص ٤٤٦ ، وأخرجه الحاكم في مستدركه ، وورد في صحيح مسلم بلفظ (من مات ولم تكن في عنقه بيعة).