ليس هذا يراد إنّما يراد الاختلاف في طلب العلم ، على ما قال الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) ، الحديث منقول بالمعنى ، ولا يحضرني ألفاظه.
______________________________________________________
فاذا قيل ـ مثلا ـ النهار مضيء ، كان معناه : الليل مظلم ، وإذا قيل إنّ الماء سائل بالطبع ، كان معناه : إنّ التراب ليس كذلك ، وهكذا.
فاجاب عليهالسلام : (ليس هذا) المعنى هو الذي (يراد ، إنّما يراد : الاختلاف) إيابا وذهابا (في طلب العلم ، على ما قال الله عزوجل ، (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) (١)) (٢) فان الاختلاف بمعنى الاياب والذهاب ، كما ورد عنهم عليهمالسلام : إنهم مختلف الملائكة ، وكما ورد : انّ اللّيل والنهار خلفة كما في القرآن الحكيم ، لأنّ أحدهما يذهب والآخر يخلفه.
ثم انّ هذا (الحديث منقول بالمعنى ، ولا يحضرني ألفاظه) والفاظه كما في العلل عن الصادق عليهالسلام : انه قيل له عليهالسلام انّ قوما يروون : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : اختلاف أمتي رحمة؟. فقال : صدقوا.
فقيل : إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟.
قال : ليس حيث تذهب وذهبوا ، إنّما أراد قول الله عزوجل : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ) الى آخر الآية ، فامروا أن يتفرقوا الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ويختلفوا اليه ، فيتعلّموا ، ثم يرجعوا الى قومهم فيعلموهم ، إنّما اراد اختلافهم من البلدان ، لا الاختلاف في دين الله إنّما الدّين واحد.
أقول : مع قطع النظر عن هذا التفسير يمكن أن يراد بالاختلاف : الأعم من
__________________
(١) ـ سورة البقرة : الآية ١٢٢.
(٢) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٤١ ب ١١ ح ٣٣٤٢٥ (بالمعنى) ، معاني الاخبار : ص ١٥٧.