وردّ بعض مشايخنا هذه الأخبار لضعف السّند ، بناء على اشتراك بعض الرّواة في بعضها وضعف بعضها في الباقي.
وفيه نظر ؛ لأن روايتين منها
______________________________________________________
الأنبياء عليهمالسلام كانوا رجالا لا ملائكة ، هو شيء يجيب عليه أهل الكتاب بالايجاب ، فيندفع إشكال خصوم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم القائلين ـ كما حكى عنهم القرآن :
(ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ) (١).
وليس ظاهر الآية السؤال من أهل الكتاب عن كل شيء ، حتى يدعوهم الى اليهودية والنصرانية ، فانّ الآية عامة تشمل ذلك ، كما تشمل كل أهل ذكر ، والأئمة عليهمالسلام من أظهر المصاديق ، كما انّ ما ورد في القرآن الحكيم من قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) (٢) في الأوامر المرغوبة يكون الأئمة عليهمالسلام من أظهر مصاديقها ـ كما ورد في النص ، والى غير ذلك.
(وردّ بعض مشايخنا هذه الأخبار ، لضعف السّند ، بناء على اشتراك بعض الرّواة في بعضها) أي : في بعض تلك الاخبار بين القوي والضعيف (وضعف بعضها) أي : في بعض الرواة (في الباقي) أي : باقي الأخبار ، فرواة تلك الاخبار :
امّا مشترك بين الضعيف والقوي ، وامّا ضعيف محض ولا يمكن العمل بمثل هذه الاخبار غير الحجّة سندا.
(وفيه) أي : في هذا الرّد الذي ذكره بعض مشايخنا (نظر ، لأنّ روايتين منها)
__________________
(١) ـ سورة الفرقان : الآية ٧.
(٢) ـ سورة آل عمران : الآية ١٠٢ ، سورة النساء : الآية ١٩.