صحيحتان ، وهما روايتا محمّد بن مسلم والوشّاء ، فلاحظ ، ورواية أبي بكر الحضرميّ حسنة أو موثّقة ، نعم ثلاث روايات أخر منها لا يخلو من ضعف ، ولا يقدح قطعا.
وثانيا : انّ الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم ، وجوب تحصيل العلم ، لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبّدا ، كما يقال في العرف : سلّ إن كنت جاهلا. ويؤيّده أنّ الآية واردة في اصول الدين
______________________________________________________
أي : من تلك الأخبار (صحيحتان ، وهما روايتا محمد بن مسلم (١) والوشاء (٢) فلاحظ ، ورواية أبي بكر الحضرميّ (٣) حسنة أو موثقة ، نعم ثلاث روايات أخر منها) سندها (لا يخلو من ضعف ، و) لكن (لا يقدح) ضعف بعض الأخبار في حجّية غير الضعيف منها (قطعا) كما هو واضح.
(وثانيا : انّ الظاهر) أي : المتبادر (من وجوب السؤال عند عدم العلم) حيث قال سبحانه : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (٤) (وجوب تحصيل العلم ، لا وجوب السؤال للعمل بالجواب تعبّدا) فهو (كما يقال في العرف : سلّ إن كنت جاهلا) فانّ معناه : إذا جهلت شيئا فاسئل عنه العلماء حتى تعلم به ، فاللازم : أن يحصل العلم بسؤال أهل الذّكر ، أما خبر الواحد ، فكثير ما لا يوجب العلم ، فلا تدلّ الآية على حجّية مثل هذا الخبر.
(ويؤيّده) أي : الظاهر الذي ذكرناه (: انّ الآية واردة في اصول الدين ،
__________________
(١) ـ انظر الكافي (اصول) : ج ١ ص ٢١١ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦٣ ب ٧ ح ٣٣٢٠٥.
(٢) ـ انظر الكافي (اصول) : ج ١ ص ٢١٢ ح ٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦٥ ب ٧ ح ٣٣٢١١.
(٣) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٦٤ ب ٧ ح ٣٣٢١٠.
(٤) ـ سورة النحل : الآية ٤٣.