أحدهما : ما يقتضيه أدلة تنزيل فعل المسلم على الصحيح والأحسن ، فانّ الاخبار ، من حيث أنّه فعل من أفعال المكلّفين ، صحيحه ما كان مباحا وفاسده ما كان نقيضه ، كالكذب والغيبة ونحوهما ، فحمل الاخبار على الصادق حمل على أحسنه.
______________________________________________________
(أحدهما : ما) أي : المعنى الذي (يقتضيه أدلة تنزيل فعل المسلم على الصّحيح والأحسن) مثل : قوله عليهالسلام : «ضع أمر أخيك على أحسنه» (١).
والمراد بالأحسن : الحسن ، كما هو واضح ، مثل قوله سبحانه :
(وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٢).
(فانّ الاخبار من حيث انّه فعل من أفعال المكلّفين ، صحيحه : ما كان مباحا) كالخبر الصادق ، والعمل الصحيح ، والقول الجميل ، مثل : انه سلّم ، لا انه سبّ.
(وفاسده ما كان نقيضه) اي : نقيض المباح (كالكذب ، والغيبة ونحوهما) من السبّ ، والبهتان ، وما أشبه ذلك.
فاذا رأينا مسلما يقول كلاما لم نعلم إنه سبّ أو دعاء ، لا نحمله على السبّ ، وإذا رأينا مسلما يشرب مائعا لا نعلم انه خمر أو ماء ، لا نقول : انّه خمر ، وهكذا.
(فحمل الأخبار على الصّادق ، حمل على أحسنه ،) وصحيحه.
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٢ ص ١٠.
(٢) ـ سورة الانعام : الآية ١٥٢.