او غير ذلك من المعاني المحتملة».
ثمّ قال بعد كلام له : «والذي ظهر لي من تتبّع كلام المتأخّرين انّهم كانوا ينظرون إلى كتب الفتاوى الموجودة عندهم في حال التأليف ، فاذا رأوا اتّفاقهم على حكم قالوا إنّه إجماعيّ.
ثمّ إذا اطّلعوا على تصنيف آخر خالف مؤلّفه الحكم المذكور ، رجعوا عن الدّعوى المذكورة ،
______________________________________________________
والعلامة ، والشهيدين ، ومن أشبه.
(أو غير ذلك من المعاني المحتملة) (١) التي تقدّم الكلام حولها ، مثل : اتفاق المعروفين بالفتوى من أهل عصره ، أو من أهل كل العصور ، أو اتفاق أصحاب الكتب الأربعة ـ على ما تقدّم ـ.
(ثم قال) المحقّق السبزواري (بعد كلام له) ما هذا لفظه :
(والذي ظهر لي من تتبّع كلام المتأخّرين) المراد بالمتأخّرين : المحقّق فمن بعده (انهم كانوا ينظرون الى كتب الفتاوى الموجودة عندهم في حال التأليف ، فاذا رأوا اتّفاقهم) أي : اتفاق أصحاب الكتب الحاضرة عند ناقل الاجماع (على حكم) شرعي (قالوا انه اجماعي) لانّهم رأوا هذه الفتوى في تلك الكتب الموجودة عندهم حال التأليف.
(ثمّ اذا اطلعوا على تصنيف آخر ، خالف مؤلّفه) أي مؤلف ذلك التصنيف الآخر (الحكم المذكور) الذي ادعوا قبل ذلك فيه الاجماع (رجعوا عن الدّعوى المذكورة) من الاجماع الى فتوى مخالفة ، لما أفتوه اولا ، مثلا : اذا رأى أصحاب الكتب المصنفة الموجودة عنده ، يقولون : بوجوب الجمعة ، افتي : بوجوب
__________________
(١) ـ ذخيرة المعاد : ص ٥٠.