بل لعلّه اطّلع على رجوع من نجده مخالفا ، فلا حاجة الى حمل كلامه على من عدا المخالف.
وهذا المضمون المخبر به عن حسّ ، وإن لم يكن مستلزما بنفسه عادة لموافقة قول الامام عليهالسلام ، الّا أنّه قد
______________________________________________________
وان لم يوجب الظهور ، الّا انه مما يذب به عن ناقل الاجماع ، فلا يستشكل على ناقل الاجماع : بأنه كيف يدعي الاجماع ، وهناك مخالف في المسألة؟ لانه يذب عنه : بانه لم يعتن بالمخالف.
(بل لعلّه اطّلع على رجوع من نجده مخالفا) أي : لعلّ مدعي الاجماع وجد المخالف قد رجع من فتواه بعد ذلك ، فتحقّق الاجماع ، كما اذا كان العلامة ـ مثلا ـ أولا مخالفا في وجوب صلاة الجمعة ، ثم رجع وقال بالوجوب ، فاطلع هذا الناقل عليه فنسب الوجوب الى فتوى جميع العلماء.
وعليه : (فلا حاجة الى حمل كلامه على من عدا المخالف) بناء على الاحتمال الثاني ، الذي ذكرناه بقولنا : «بل لعله اطلع».
(و) ان قلت هب انّ ناقل الاجماع رأى كل الكتب المعتمدة ، وادعى الاجماع ، فما فائدة مثل هذا الاجماع ، الذي لم يكن كاشفا عن قول المعصوم؟.
قلت : (هذا المضمون) الحاصل من اتفاق المعروفين ، بسبب نقل الجواهر ـ مثلا ـ للاجماع (المخبر به عن حسّ) اذ المفروض ان مدعي الاجماع ، انّما يخبر عن المعروفين ، عن حسّ ، لأنّه رأى فتاواهم في كتبهم بمقتضى ظاهر لفظه ، فهذا (وان لم يكن مستلزما بنفسه عادة لموافقة قول الامام عليهالسلام) لأنّ فتوى جماعة ولو كبيرة من العلماء لا تكشف عن قول الامام عليهالسلام ـ على ما تقدّم ـ (الّا انّه قد