٤٦٢ ـ أخبرنا أحمد بن المظفّر بن أحمد ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان الحافظ إجازة : أنّ أبا عبد الله محمود بن محمّد ، وجعفر بن أحمد بن سنان الواسطيّين حدّثاه ، قالا : حدّثنا القاسم بن عيسى الطائي ، حدّثنا أبو سلمة عيسى بن ميمون الخوّاص ، عن العوّام بن حوشب ، عن أبيه ، عن جدّه يزيد بن رويم ، قال : كنت عاملا لعليّ بن أبي طالب (عليهالسلام) على باروسما ونهر الملك ، فأتاه من أخبره أنّ الخوارج الّذين قتلوا عبد الله بن الخبّاب قد عبروا النّهروان ، فقال له عليّ (عليهالسلام) : لم يعبروا ولن يعبروا ، وإن عبروا لم ينج منهم عشرة ، ولن يقتل منكم عشرة ، قال ثمّ جاء القوم فبرز إليهم فقال : يا يزيد ابن رويم اقطع أربعة آلاف خشبة أو قصبة ، قال : فقطع له ثمّ أوقفهم قال : فقاتلهم فلمّا فرغ من قتالهم قال لي : يا يزيد اطرح على كلّ قتيل خشبة أو قصبة ، قال : فركب بغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله وأناس بين يديه ونحن على ظهر نهر ، لا يمرّ بقتيل إلّا طرحت عليه خشبة أو قصبة قال : حتّى بقيت في يدي واحدة ، قال : فنظرت إليه فإذا وجهه أربد وهو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت. قال : فبينا أنا أمرّ بين يديه إذا خرير ماء عند موضع دالية فقلت : يا أمير المؤمنين هذا خرير ماء ، قال : فقال لي : فتّشه ففتّشته فإذا رجل قد صارت في يدي ، فقلت : هذه رجل فنزل إليّ فأخذنا الرّجل الأخرى وجرّها وجررت ، فإذا رجل ، قال : فقال لي مدّ يده ، فمددتها فاستوت قال : ثمّ قال : خلّها ، فخلّيتها ، فإذا هي كأنّها الثدي في صدره (١).
__________________
ـ في الخصائص ٤٨ ـ ٥٠ ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٤٠ مقتصرا على ثلاث حجج منها.
وأخرجه الهيتمي في مجمع الزوائد ٦ / ٢٣٦ من طريق أبي يعلى قال : ورجاله ثقاة ، وفي ص ٢٣٧ من طريق أبي يعلى أيضا وقال : رجاله رجال الصحيح ، وفي ص ٢٣٨ و ٢٣٩ من طريق أبي يعلى والبزار وقال : رجال أبي يعلى ثقاة ، ومن طريق الطبراني وأحمد وقال : رجالهما رجال الصحيح.
وهكذا ذكره أبو العباس المبرد في كتابه الكامل ٩٤٢ ـ ٩٤٥ ، وخرّجه عنه الشارح المعتزلي في شرح النهج ١ / ٢٠٤ ، وأخرجه من أعلام الإمامية أبو منصور الطبرسي في الاحتجاج ٩٩ ـ ١٠٠ ، وألفاظه أشبه بما رواه المؤلف في الصلب ، وأخرجه أبو جعفر السروي في مناقب آل أبي طالب ٣ / ١٨٨ ـ ١٨٩ بغير هذا اللفظ.
(١) أخرجه أسلم بن سهل الواسطي في تاريخ واسط كما مر تحت الرقم ٨٦ راجعه.