عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) الآية ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف». قالوا : ونحن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله؟! فقال بعض الناس : لا يكون هذا أبدا أن يقتل بعضنا بعضا ونحن مسلمون. فنزلت : (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (٦٥) (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) (٦٦) (لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) (٦٧) [سورة الأنعام ، الآيات : ٦٥ ـ ٦٧] (١).
الآية : ٨٢ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (٨٢).
أخرج ابن أبي حاتم ، عن عبيد الله بن زحر عن بكر بن سوادة قال : حمل رجل من العدو على المسلمين ، فقتل رجلا ، ثم حمل فقتل آخر ، ثم حمل فقتل آخر ، ثم قال : أينفعني الإسلام بعد هذا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «نعم»! فضرب فرسه ، فدخل فيهم ثم حمل على أصحابه ، فقتل رجلا ، ثم آخر ، ثم قتل. قال فيرون إن هذه الآية نزلت فيه : (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (٢).
الآية : ٩١ ـ قوله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ).
قال ابن عباس في رواية الوالبي : قالت اليهود : يا محمد ، أنزل الله عليك كتابا؟ قال : «نعم». قالوا : والله ما أنزل الله من السماء كتابا. فأنزل الله تعالى : (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) (٣).
وقال محمد بن كعب القرظي : أمر الله محمدا صلىاللهعليهوسلم أن يسأل أهل الكتاب عن أمره ، وكيف يجدونه في كتبهم ، فحملهم حسد محمد أن كفروا بكتاب الله ورسوله ، وقالوا : (ما أَنْزَلَ اللهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ) فأنزل الله تعالى هذه الآية (٤).
__________________
(١) أسباب النزول للسيوطي ١١٧ ، وتفسير الطبري ، ج ٧ / ١٤٣.
(٢) السيوطي ، ١١٧ ـ ١١٨ ، وانظر تفسير الطبري ، ج ٧ / ١٦٧ ـ ١٦٨ ، فقد ذكر لهذه الآية أسبابا أخرى.
(٣) تفسير القرطبي ، ج ٧ / ٣٦.
(٤) انظر تفسير ابن كثير ، ج ٢ / ١٥٦.