الله تعالى هذه الآية : (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) إلى قوله : (نَصِيراً) [سورة الإسراء ، الآية : ٧٥] (١).
وقال قتادة : ذكر لنا أن قريشا خلوا برسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات ليلة إلى الصبح ، يكلمونه ويفخمونه ويسودونه ويقاربونه ، فقالوا : إنك تأتي بشيء لا يأتي به أحد من الناس ، وأنت سيدنا يا سيدنا ، وما زالوا به حتى كاد يقاربهم في بعض ما يريدون ، ثم عصمه الله تعالى عن ذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).
الآية : ٧٦ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ).
قال ابن عباس : حسدت اليهود مقام النبي صلىاللهعليهوسلم بالمدينة ، فقالوا : إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام ، فإن كنت نبيا فالحق بها ، فإنك إن خرجت إليها صدقناك وآمنا بك. فوقع ذلك في قلبه لما يحب من الإسلام ، فرحل من المدينة على مرحلة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣).
وقال عثمان : إن اليهود أتوا نبي الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : إن كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام ، فإن الشام أرض المحشر والمنشر ، وأرض الأنبياء. فصدق ما قالوا ، وغزا غزوة تبوك لا يريد بذلك إلا الشام ، فلما بلغ تبوك أنزل الله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ) (٤).
وقال مجاهد وقتادة والحسن : همّ أهل مكة بإخراج رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة ، فأمره الله تعالى بالخروج ، وأنزل هذه الآية إخبارا عما هموا به (٥).
الآية : ٨٠ ـ قوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ).
قال الحسن : إن كفار قريش لما أرادوا أن يوثقوا النبي صلىاللهعليهوسلم ويخرجوه من مكة أراد
__________________
(١) النيسابوري ٢٤٤ ، وزاد المسير ، ج ٥ / ٦٧ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٠ / ٢٩٩.
(٢) النيسابوري ٢٤٥ ، وزاد المسير ، ج ٥ / ٦٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٠ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠.
(٣) النيسابوري ، ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٣ ، وضعّفه.
(٤) تفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٣ ، وقال : في إسناده نظر.
(٥) النيسابوري ٢٤٥ ، والسيوطي ، ١٧١ ـ ١٧٢ ، وزاد المسير ، ج ٥ / ٧٠.