للمشركين المثل ، ضحكت اليهود وقالوا : ما يشبه هذا كلام الله. فأنزل الله هذه الآية.
وعن ابن عباس في قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) قال : وذلك أن الله ذكر آلهة المشركين فقال : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) [سورة الحج ، الآية : ٧٣] وذكر كيد الآلهة فجعله كبيت العنكبوت ، فقالوا : أرأيتم حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد ، أي شيء يصنع بهذا؟ فأنزل الله هذه الآية (١).
الآية : ٤٤ ـ قوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ).
قال ابن عباس ـ في رواية الكلبي ، عن أبي حاتم ، بالإسناد الذي ذكر ـ : نزلت في يهود المدينة ، كان الرجل منهم يقول لصهره ولذوي قرابته ، ولمن بينهم وبينه رضاع من المسلمين : اثبت على الدين الذي أنت عليه ، وما يأمرك به هذا الرجل ـ يعنون محمدا صلىاللهعليهوسلم ـ فإن أمره حق. فكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه (٢).
الآية : ٤٥ ـ وقوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).
عند أكثر أهل العلم : أن هذه الآية خطاب لأهل الكتاب ، وهو مع ذلك أدب لجميع العباد (٣).
وقال بعضهم : رجع بهذا الخطاب إلى خطاب المسلمين.
والقول الأول أظهر.
الآية : ٦٢ ـ وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا).
عن مجاهد قال : لما قص سلمان على النبي صلىاللهعليهوسلم قصة أصحاب الدير ، قال : «هم في النار». قال سلمان : فأظلمت عليّ الأرض ، فنزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) إلى قوله : (يَحْزَنُونَ) (٦٢). قال : فكأنما كشف عني جبل.
__________________
(١) أسباب النزول للنيسابوري ٢٠ ـ ٢١ ، وأسباب النزول للسيوطي ٦ ـ ٨ ، وتفسير ابن كثير ج ١ / ٦٤.
(٢) تفسير ابن كثير ج ١ / ٨٦.
(٣) أسباب النزول للنيسابوري ٢١ ـ ٢٢ ، وأسباب النزول للسيوطي ٨.