عن أسباط ، عن السدي : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) الآية. قال : نزلت في أصحاب سلمان الفارسي ، لما قدم سلمان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم جعل يخبر عن عبادة أصحابه واجتهادهم ، وقال : يا رسول الله ، كانوا يصلون ويصومون ، ويؤمنون بك ، ويشهدون أنك تبعث نبيا. فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا سلمان ، هم من أهل النار». فأنزل الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) وتلا إلى قوله : (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٦٢).
عن السّدّي عن أبي مالك ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس. وعن مرة ، عن ابن مسعود. وعن ناس من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا) الآية .. نزلت هذه الآية في سلمان الفارسي ، وكان من أهل جندي سابور ، من أشرافهم ، وما بعد هذه الآية نازلة في اليهود (١).
الآية : ٧٥ ـ قوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ).
قال ابن عباس ومقاتل : نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه إلى الله تعالى ، فلما ذهبوا معه سمعوا كلام الله تعالى وهو يأمر وينهى ، ثم رجعوا إلى قومهم : فأما الصادقون فأدّوا ما سمعوا ، وقالت طائفة منهم : سمعنا الله من لفظ كلامه يقول : إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا ، وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس (٢).
وعند أكثر المفسرين : نزلت الآية في الذين غيروا آية الرجم (٣) وصفة محمد صلىاللهعليهوسلم.
الآية : ٧٦ ـ قوله تعالى : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ).
أخرج ابن جرير عن السدّي قال : نزلت في ناس من اليهود آمنوا ، ثم نافقوا ، وكانوا يأتون المؤمنين من العرب بما تحدّثوا به ، فقال بعضهم لبعض : أتحدثونهم
__________________
(١) النيسابوري ٢٢ ، والسيوطي ٩.
(٢) تفسير ابن جرير الطبري ج ١ ، وتفسير ابن كثير ج ١ / ١١٥.
(٣) النيسابوري ٢٣ ، والسيوطي ، ٩ ـ ١٠.