وقال ابن عباس : لما أخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم من مكة قال أبو بكر رضي الله عنه : إنا لله ، لنهلكن. فأنزل الله تعالى : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ) الآية ، قال أبو بكر : فعرفت أنه سيكون قتال (١).
الآية : ٥٢ ـ قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٢).
قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا) الآية. أخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير قال : قرأ النبي صلىاللهعليهوسلم بمكة (وَالنَّجْمِ) فلما بلغ : (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى) (١٩) (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) [سورة النجم ، الآيات : ١ ـ ٢٠] ألقى الشيطان على [مسامعهم] تلك الغرانيق العلا ، وإن شفاعتهن لترتجى ، فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا ، فنزلت : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) الآية.
وأخرجه البزار وابن مردويه من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسبه ، وقال : لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد. وتفرد بوصله أمية بن خالد وهو ثقة مشهور.
وأخرجه البخاري عن ابن عباس بسند فيه الواقدي وابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس ، وأورده ابن إسحاق في السيرة عن محمد بن كعب وموسى بن عقبة عن ابن شهاب وابن جرير عن محمد بن قيس وابن أبي حاتم عن السدي كلهم بمعنى واحد ، وكلها إما ضعيفة أو منقطعة سوى طريق ابن جبير الأولى (٢).
الآية : ٦٠ ـ قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) (٦٠).
__________________
(١) النيسابوري ٢٦٠ ، وسنن الترمذي برقم ٣١٧١.
(٢) السيوطي ١٨٨ ، وما ألقاه الشيطان على مسامع المشركين هو الذي نسخه الله بآياته ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٢٢٩ ، ورواية الغرانيق طعن بثبوتها المحققون من المحدّثين.