رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يا أيها الناس ، البيعة البيعة نزل روح القدس ، فسرنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه ، فأنزل الله : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) الآية (١).
الآية : ٢٤ ـ قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (٢٤).
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي عن أنس قال : لما كان يوم الحديبية ، هبط على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ثمانون رجلا في السلاح من جبل التنعيم ، يريدون غرة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأخذوا فأعتقهم فأنزل الله : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) الآية.
وأخرج مسلم نحوه من حديث سلمة بن الأكوع ، وأحمد والنسائي نحوه من حديث عبد الله بن مغفل المزني ، وابن إسحاق نحوه من حديث ابن عباس (٢).
عن أنس : أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم من جبل التنعيم متسلحين ، يريدون غرة النبي صلىاللهعليهوسلم وأصحابه ، فأخذهم أسراء فاستحياهم (٣) ، فأنزل الله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) (٤).
وقال عبد الله بن مغفل الهوني : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالحديبية في أصل الشجرة (٥) التي قال الله في القرآن (٦) ، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح ، فثاروا في وجوهنا ، فدعا عليهم النبي صلىاللهعليهوسلم فأخذ الله تعالى بأبصارهم ،
__________________
(١) السيوطي ٢٦٥ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٦ / ٨٦ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٤٣٤.
(٢) السيوطي ٢٦٥ ، وصحيح مسلم برقم ١٧٨٦.
(٣) يريدون غرة : يقصدون أن يغتنموا غفلتهم وانشغالهم في شأنهم ليغيروا عليهم وينالوا منهم. فاستحياهم : أبقاهم أحياء ولم يقتلهم.
(٤) صحيح مسلم برقم ١٨٠٨ ، وأبو داود برقم ٢٦٨٨ ، والترمذي برقم ٣٢٦٤.
(٥) أصل الشجرة أي : تحت ظلها وقريبا من جذعها.
(٦) أي التي ذكرها الله تعالى في القرآن بقوله : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) [سورة : الفتح ، الآية : ١٨].